أو نزهوا الله (بُكْرَةً وَعَشِيًّا) طرفي النّهار.
كان يخرج إليهم فيأذن لهم بالصّلاة معه ، فلمّا اعتقل لسانه خرج على عادته فأذن لهم بغير كلام ، فعلموا وقوع الحمل ب «يحيى».
[١٢] ـ (يا يَحْيى) أي فوهبناه له وقلنا : يا يحيى (خُذِ الْكِتابَ) التّوراة (بِقُوَّةٍ) بجدّ (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ) النبوّة ، أو فهم التّوراة (صَبِيًّا) ابن ثلاث سنين (١).
[١٣] ـ (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا) ورحمة منّا عليه أو على العباد ، عطف على «الحكم» (وَزَكاةً) عملا زاكيا ، أو زكّيناه بالثّناء عليه ، أو صدقة منّا على أبويه أو على النّاس (وَكانَ تَقِيًّا) مطيعا ، لم يهمّ بخطيئة.
[١٤] ـ (وَبَرًّا) بارّا (بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً) متكبّرا (عَصِيًّا) عاصيا لربّه.
[١٥] ـ (وَسَلامٌ عَلَيْهِ) من الله (يَوْمَ وُلِدَ) من عبث الشيطان به (وَيَوْمَ يَمُوتُ) من عذاب القبر (وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) من هول المطّلع والنّار.
وهذه أخوف ايّام الإنسان إذ يرى فيها ما لم يره قبلها فهو آمن فيها.
[١٦] ـ (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ) القرآن (مَرْيَمَ) أي قصّتها (إِذِ انْتَبَذَتْ) اعتزلت ، بدل اشتمال من «مريم» لاشتمال الوقت على ما فيه (مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا) في مكان نحو المشرق من بيت المقدس ، أو : من دارها.
[١٧] ـ (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً) سترا يسترها لتفلى رأسها (٢) أو تغتسل (فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا) جبرائيل فإنّ به حياة الدّين ، والإضافة للتّشريف (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) في صورة شابّ تامّ الخلق لتستأنس بكلامه.
[١٨] ـ (قالَتْ إِنِّي) وفتح «الحرميّان» و «أبو عمرو» الياء (٣) (أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ
__________________
(١) قاله ابن عباس ـ كما في تفسير مجمع البيان ٣ : ٥٠٧.
(٢) فلي الرأس : تنظيفه وتنقيته من القمّل.
(٣) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ٩٤.