إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) تتّقى الله وترتدع بالاستعاذة ، فإنّي عائذة به منك أو فاتّعظ بتعوّذي.
[١٩] ـ (قالَ إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ) لأكون سببا للهبة بالنّفخ في الدّرع ، وقرأ «ورش» و «أبو عمرو» بالياء (١) (غُلاماً زَكِيًّا) طاهرا من الأدناس.
أو ناميا على الخير أو نبيّا.
[٢٠] ـ (قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) بالحلال (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) زانية وهو فعول من البغي ، قلبت واوه ياء وأدغمت وكسرت الغين.
[٢١] ـ (قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ) أي نخلقه لنبيّن به قدرتنا ولنجعله (آيَةً لِلنَّاسِ) علامة لهم عليها (وَرَحْمَةً مِنَّا) لمن يؤمن به (وَكانَ) خلقه (أَمْراً مَقْضِيًّا) قضى الله به في علمه.
[٢٢] ـ (فَحَمَلَتْهُ) بأن نفخ في جيب درعها فأحسّت بالحمل (فَانْتَبَذَتْ بِهِ) تنحّت بالحمل (مَكاناً قَصِيًّا) بعيدا من أهلها حياء منهم ، وكانت مدّة حملها تسع ساعات (٢).
وقيل : ستّة أشهر (٣) وقيل : ثمانية أشهر (٤) وقيل : ساعة وسنّها عشر سنين (٥) أو ثلاث عشرة سنة.
[٢٣] ـ (فَأَجاءَهَا) ألجأها ، نقل من جاء وخصّ بمعنى الإلجاء (الْمَخاضُ) الطّلق أي وجع الولادة (إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ) ساقها لتستند إليه ، واللام للجنس أو العهد إذ لم يكن سواها هناك ، وكانت شجرة لا رأس لها ، ولعلها أرشدت إليها لتطعم الرّطب الموافق للنّفساء ، وترى من الآيات من تطمئنّ به (قالَتْ) استحياء من النّاس أن يتّهموها للتّنبيه : (يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا) الأمر (وَكُنْتُ نَسْياً) بالكسر ، ما من حقّه
__________________
(١) حجة القراآت : ٤٤٠.
(٢) تفسير مجمع البيان ٣ : ٥١١.
(٣) تفسير مجمع البيان ٣ : ٥١١.
(٤) تفسير مجمع البيان ٣ : ٥١١.
(٥) قاله ابن عباس ـ كما في تفسير مجمع البيان ٣ : ٥١١.