وجواب إن جعل قسما ، وابتداء كلام إن جعل تعديدا للحروف ، أو منادى.
[٣] ـ (إِلَّا تَذْكِرَةً) استثناء منقطع ، أي لكن تذكيرا ، أو علّة لمحذوف ، أي أنزلناه تذكيرا ، لا بدل من محلّ «لتشقى» لاختلاف الجنسين ولا علة للمذكور ، إذ لا يعلّل بعلتين ، وقيل : حال من «القرآن» (١) (لِمَنْ يَخْشى) الله فإنّه المنتفع به.
[٤] ـ (تَنْزِيلاً) نصب بتقدير نزّل ، أو على المدح أو البدل من «تذكرة» إن جعل حالا لا علة ، إذ الشيء لا يعلل بنفسه (مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ) صلة «تنزيلا» أو صفته.
وانتقل من المتكلّم الى الغيبة تفننا في الكلام وتفخيما للمنزل بإسناد انزاله الى الواحد المختصّ بصفات العظمة والتمجيد ، وإيذانا بوجوب الإيمان به من حيث انّه كلام الموصوف بهذه الصّفات وبدأ بخلق الأرض لأنّها أقرب الى الحسّ ثم ثنّى بقوله : (وَالسَّماواتِ الْعُلى) جمع «عليا» مؤنث أعلى ، لأنّ الحس لا يتجاوزها بعد الأرض.
[٥] ـ (الرَّحْمنُ) رفع على المدح ، أي : هو الرّحمن (عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) من كلّ شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء. أو : استقام أمره و (٢) استولى. أو : قصده أي : أقبل على خلقه.
[٦] ـ (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) من المخلوقات ملكا وتدبيرا (وَما تَحْتَ الثَّرى) هو التّراب النّدى ، وهو ما جاور البحر من الأرض فما تحته هو سائر طبقاتها وما فيها من المعادن وغيرها.
[٧] ـ (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ) بذكر الله ودعاءه فهو غنىّ عن جهرك (فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ) ما أسررته (٣) الى غيرك (وَأَخْفى) منه ما خطر ببالك. أو : السّرّ هذا.
وأخفى : الغيب الّذي لا يخطر ببال.
__________________
(١) في تفسير البيضاوي ٣ : ١٧٠ ـ وقيل : هو مصدر في موقع الحال من الكاف او القرآن.
(٢) في «ب» : او.
(٣) في «ج» : ما أسررت به.