عن الصّادقين عليهماالسلام : السّر ما أخفيته في نفسك (١) و «أخفي» : ما خطر ببالك ثم أنسيته.
وفيه تنبيه على انّ الجهر ليس لإسماع الله تعالى بل لغرض آخر كرسوخ الذّكر (٢) في النفس وكسرها بالتّضرع ، ثم ذكر انّ الموصوف بالقدرة والعلم على الوجه المذكور هو المتفرد (٣) بالألوهيّة بقوله :
[٨] ـ (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) مؤنّث الأحسن.
وكونها أحسن الأسماء لدلالتها على أشرف المعاني ، ولمّا بيّن رسالته صلىاللهعليهوآلهوسلم قفّاها بقصّة موسى تثبيتا له ليتأسّى به ويصبر كما صبر فقال :
[٩] ـ (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) أي لم يأتك الى الآن ، وقد أتاك الآن فتنبّه له.
[١٠] ـ (إِذْ رَأى ناراً) ظرف ل «حديث» أو مفعول «اذكر» ، قيل : استأذن شعيبا في المسير الى امّه ، فخرج بأهله فأضلّ الطّريق في ليلة مظلمة مثلجة ، وتفرّقت ماشيته ، فرأى نارا من بعيد (٤) (فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا) : الزموا مكانكم ، وضمّ «حمزة» الهاء (٥) (إِنِّي آنَسْتُ ناراً) أبصرتها ، وفتح «الحرميّان و «أبو عمرو» الياء وياء «إنّي» ربّك و (إِنَّنِي أَنَا اللهُ) (٦) (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ) بشعلة ، (٧) اقتبسها بعود ونحوه وسكّن «الكوفيّون» الياء (٨) (أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) هاديا ، يهديني الطّريق ، أو
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٤ : ٣.
(٢) في «ج» : لرسوخ الذّكر.
(٣) في «ب» : المنفرد.
(٤) تفسير البيضاوي ٣ : ١٧١ ـ تفسير الكشّاف ٣ : ٥٣.
(٥) حجة القراآت : ٤٥٠.
(٦) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٠٨.
(٧) في «ج» : شعلة.
(٨) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٠٩.