والسّامري منسوب الى السّامرة ، قبيلة من بنى إسرائيل ، وقيل : كان علجا (١) من كرمان اسمه «موسى بن ظفر» وكان منافقا (٢).
[٨٦] ـ (فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ) بعد الأربعين وأخذ التّوراة (غَضْبانَ) عليهم (أَسِفاً) حزينا لضلالهم (قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً) أي صدقا ان يعطيكم التوراة (أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ) زمان مفارقتي ايّاكم (أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَ) يجب (عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ) بعبادتكم العجل (فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي) وعدكم ايّاي بالإقامة على ديني أو باللّحاق بي.
[٨٧] ـ (قالُوا ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا) بالكسر ، وفتحه «نافع» و «عاصم» ، وضمّه «حمزة» و «الكسائي» (٣) لغات في مصدر «ملك» ، أي بأن ملكنا رأينا ، إذ لو ملكناه ولم يغلبنا كيد السامري لما اخلفناه (وَلكِنَّا حُمِّلْنا) وفتحه مخفّفا «أبو عمرو» و «أبو بكر» وفتحه «حمزة» و «الكسائي» (٤) (أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ) أثقالا من حليّ القبط ، استعاروها (٥) منهم بعلّة عيد لهم ، (٦) فبقيت عندهم ، وقيل : هي ما ألقاه البحر على السّاحل بعد إغراقهم فأخذوه (٧) (فَقَذَفْناها) ألقيناها في النّار بأمر السّامري قال هي حرام فألقوها (فَكَذلِكَ) كما ألقينا (أَلْقَى السَّامِرِيُ) ما معه منها.
[٨٨] ـ (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً) صاغه من الحليّ المذابة (جَسَداً) بدل منه لحما ودما ، أو جسما بلا روح (لَهُ خُوارٌ) صوت العجل (فَقالُوا) أي السّامريّ ومن تبعه :
__________________
(١) العلج بالكسر والسكون : الكافر ويطلق على كل ذي لحية.
(٢) تفسير البيضاوي ٣ : ١٨١.
(٣) حجة القراآت : ٤٦١ والسبعة في القراآت : ٤٢٢ و ٤٢٣.
(٤) حجة القراآت : ٤٦١ والسبعة في القراآت : ٤٢٢ و ٤٢٣.
(٥) في «ج» : استعاروا.
(٦) في «ج» عندهم.
(٧) تفسير البيضاوي ٣ : ١٨١.