(هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) (١). (نُوحِي) (٢) (إِلَيْهِمْ) وقرأ «حفص» بالنّون وكسر الحاء (٣) (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) أهل الكتاب لوثوقكم بهم ، أو أهل العلم ، أو أهل القرآن.
وعن أهل البيت عليهمالسلام : «نحن أهل الذّكر والذّكر ، الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤) (إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ذلك ، فإنّهم يعلمونه.
[٨] ـ (وَما جَعَلْناهُمْ) أي الرّسل (جَسَداً) أجسادا على ارادة الجنس (لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) بل جعلناهم أجسادا يأكلونه (وَما كانُوا خالِدِينَ) بل يموتون ، فهم بشر مثلك ، لخلوّهم من خاصّتي الملائكة : عدم الطعم والخلود ـ على اعتقادهم ـ.
[٩] ـ (ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ) بالإنجاء والنّصر (فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ) ممّن آمن بهم (وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ) المكذّبين لهم.
[١٠] ـ (لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ) يا قريش (كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) شرفكم ، أو ما يوجب حسن الذّكر لكم ، ان تمسكتم به (أَفَلا تَعْقِلُونَ) فتؤمنون به.
[١١] ـ (وَكَمْ قَصَمْنا) أهلكنا (مِنْ قَرْيَةٍ) أي أهلها (كانَتْ ظالِمَةً) كافرة (وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ) مكانهم.
[١٢] ـ (فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا) أدرك أهل القرية عذابنا بحواسهم (إِذا هُمْ مِنْها) من القرية (يَرْكُضُونَ) يهربون مسرعين.
والرّكض : ضرب الدّابّة بالرّجل ، ويقال للعدوّ بشدّة.
[١٣] ـ (لا تَرْكُضُوا) ـ أي قالت لهم الملائكة استهزاء ـ لا تهربوا (وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ)
__________________
(١) الآية ٣ من هذه السورة.
(٢) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «نوحي».
(٣) حجة القراآت : ٤٦٦.
(٤) للحديث مصادر كثيرة ـ ينظر كتاب العمدة لابن البطريق الفصل الخامس والثلاثون.