أي القرآن أو المواعظ (مُعْرِضُونَ) لا يلتفتون إليه فضلا عن أن يخافوا بأسه ، فهم لا يصلحون للسّؤال عن الكالئ.
[٤٣] ـ (أَمْ) بمعنى بل ، وهمزة الإنكار ، أي بل أ(لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ) من العذاب (مِنْ دُونِنا) من غيرنا (لا يَسْتَطِيعُونَ) أي الآلهة ، استئناف لبيان عجزهم (نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) فكيف ينصرونهم (وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ) بالنّصر. أو من عذابنا يجارون فكيف يجيرون؟ وقيل : ضمير «هم» للكفرة.
[٤٤] ـ (بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ) اضراب عن ابطال ما زعموه ببيان ما أوهمهم ذلك ، وهو تمتيعه تعالى ايّاهم بنعم الدنيا وامهاله ايّاهم (حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) فاغترّوا بذلك وحسبوا انّه بسبب ما هم عليه (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ) نقصد أرض الشّرك أو الأعمّ منها (نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) بفتحها على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أو بتخريبها وموت أهلها أو بموت العلماء (أَفَهُمُ الْغالِبُونَ) أي ليسوا غالبين ، بل نحن الغالبون.
[٤٥] ـ (قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) بما اوحي اليّ (وَلا يَسْمَعُ) وقرأ «ابن عامر» بتاء الخطاب (١) من الإسماء (الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ) أي هم لتصامّهم وعدم التفاتهم الى الإنذار كالصّمّ.
[٤٦] ـ (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ) أقلّ أثر (مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا) هلاكنا (٢) (إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) بتكذيب «محمّد».
[٤٧] ـ (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ) العدل ، وصف بالمصدر مبالغة ، أو ذوات العدل (لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) لأهله أو فيه (فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) من حقّها أو من الظّلم
__________________
(١) حجة القراآت : ٤٦٧.
(٢) في «ب» : إهلاكنا.