حال مرادفة أو مداخلة (إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها) وهي الشام (وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ) فلا نفعل إلّا ما تقتضيه الحكمة.
[٨٢] ـ (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) في البحر ، فيخرجون جواهره و «من» موصوفة عطف على «الرّيح» أو : مبتدأ ، خبره ما قبله (وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ) سوى الغوص من البناء وغيره (وَكُنَّا لَهُمْ حافِظِينَ) أن يمتنعوا عليه أو يفسدوا ما عملوا.
[٨٣] ـ (وَأَيُّوبَ) هو من ولد عيص بن إسحاق (إِذْ نادى رَبَّهُ) لما ابتلى بفقد أولاده وأمواله وتناثر لحمه وإلقائه على كناسة (١) خارج القرية لا يقربه أحد سوى زوجته «رحمة بنت افراثيم بن يوسف» عليهالسلام وكانت تأتيه بالقوت سبع سنين أو ثماني عشرة ، فصبر (أَنِّي) أي بأنّي (مَسَّنِيَ الضُّرُّ) الجهد والشدّة وسكن «حمزة» الياء (٢) (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ألطف في سؤاله بذكر نفسه بما يوجب الرّحمة وربّه بتناهيه فيها.
[٨٤] ـ (فَاسْتَجَبْنا لَهُ) نداءه (فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ) بإذهاب مرضه (وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) بأن ولد له ضعف ما هلك ، أو أحياهم وولد له مثلهم (رَحْمَةً) مفعول له ، كائنة (مِنْ عِنْدِنا) عليه (وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ) ليصبروا كما صبر ، فيثابوا كما أثيب.
[٨٥] ـ (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ) قيل هو «الياس» وقيل «يوشع» (٣)
__________________
(١) أنكر السيّد المرتضى ابتلاء أيوب في جسمه بما تستقذره الطباع ، لمنافاته مقام العصمة ـ ينظر تنزيه الأنبياء : ٧٥ ـ ٨٢ ـ وهناك من قال : بأن أيوب انما امتحن في نفسه بضعف البدن وانعدام الأموال مما لا يميل اليه المشغوفون بالدنيا ولم يكن بالشكل الذي يتصوره العامة قطّ.
(٢) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١١٥.
(٣) نقله البيضاوي في تفسيره ٣ : ١٩٨.