[٢٤] ـ (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ) هو كلمة التوحيد وقول «الحمد لله».
أو القرآن (وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) دين المحمود وهو الله ، أو طريق المحلّ المحمود وهو الجنة.
[٢٥] ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ) عطف على الماضي بقصد الاستمرار أو حال من واو «كفروا» وخبر «انّ» مقدّر أي : معذّبون. بدليل عجز الآية (١) (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن طاعته (وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً) (٢) بالرّفع خبر ، مبتدأه (الْعاكِفُ فِيهِ) المقيم (وَالْبادِ) الطّارئ والجملة ثاني مفعولي «جعلناه» و «للنّاس» حال من الهاء ، أو هو المفعول أي جعلناه متعبّدا أو مستقرّا لهم ، والجملة حال أو بدل من «جعلناه» ونصبه «حفص» على انّه المفعول أو الحال (٣) و «العاكف» فاعله.
والمراد استواؤهما في العبادة في المسجد ، ليس لأحدهما منع الآخر.
وقيل : في السّكنى (٤). ويراد بالمسجد : مكة ، أي لا يمنع احد غيره سكنى دورها وللسّاكن اولويّة السّبق ولا يملك إلّا ما يعمله فيها واثبت «ابن كثير» الياء مطلقا و «ورش» و «أبو عمرو» وصلا (٥) (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) حالان مترادفان ، والباء فيهما للملابسة ، و «الإلحاد» عدول عن القصد ، وترك مفعول «يرد» ليعمّ أي من يرد فيه امرا ما ، ملابسا للعدول عن القصد والظّلم (نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) جواب «من».
[٢٦] ـ (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ) أي واذكر إذ بيّنّاه له ليبنيه.
قيل : رفع البيت وانطمس زمن الطّوفان فبعث الله ريحا فكنست مكانه فبناه ، (٦)
__________________
(١) اي آخرها.
(٢) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «سواء» ـ بالنصب ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.
(٣) تفسير البيضاوي ٣ : ٢٠٥.
(٤) قاله ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٨٠.
(٥) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٢٤ و ١٢٣.
(٦) تفسير مجمع البيان ٤ : ٨٠ مع اختلاف يسير.