وقيل : اللام زائدة و «مكان» ظرف أي : أنزلناه فيه (أَنْ) مفسرة ل «بوّأنا» لتضمّنه معنى تعبدنا أو بتقدير وأمرناه أن (لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) من الأوثان ، وفتح «نافع» و «حفص» و «هشام» ياء «بيتي» (١) (لِلطَّائِفِينَ) حوله (وَالْقائِمِينَ) المقيمين عنده أو القائمين في الصّلاة (وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) المصلّين ، جمع راكع وساجد.
[٢٧] ـ (وَأَذِّنْ) ناد (فِي النَّاسِ بِالْحَجِ) بالأمر به ، روى أنّه صعد أبا قبيس فقال : ايّها النّاس حجوا بيت ربّكم (٢).
وقيل : الخطاب لنبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجّة الوداع (٣) (يَأْتُوكَ رِجالاً) مشاة جمع راجل ، كقيام لقائم (وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) بعير مهزول أي ركبانا (يَأْتِينَ) صفة «كلّ ضامر» لأنّه بمعنى الجمع (مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) طريق بعيد.
[٢٨] ـ (لِيَشْهَدُوا) ليحضروا (مَنافِعَ لَهُمْ) دينيّة ودنيويّة ، والتّنكير للتعظيم أو التكثير (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) هي أيام النحر الأربعة أي ليسمّوا الله فيها (عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) أي على ذبح ونحر ما رزقهم من الإبل والبقر والغنم ، هدايا أو ضحايا ، وقيل كنّى بالذّكر عن الذّبح ؛ إذ لا ينفكّ ذبح المسلمين عنه إيذانا بأنّه الغرض ممّا يتقرّب به الى الله (٤).
وقال «الصادق» عليهالسلام : هو التّكبير بمنى عقيب خمس عشرة صلاة ، اوّلها : ظهر العيد (٥).
وقيل : الأيام : عشر ذي الحجة (٦) وهو خلاف الظّاهر (فَكُلُوا مِنْها) وجوبا
__________________
(١) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٢٣.
(٢) قاله ابن عباس ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٨١ وتفسير البيضاوي ٣ : ٢٠٦.
(٣) تفسير البيضاوي ٣ : ٢٠٦.
(٤) تفسير البيضاوي ٣ : ٢٠٦.
(٥) تفسير مجمع البيان ٤ : ٨١.
(٦) تفسير البيضاوي ٣ : ٢٠٦.