التّوحيد (فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ) قالوه عنادا أو لطول فترة كانوا فيها.
[٢٥] ـ (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ) جنون (فَتَرَبَّصُوا بِهِ) فانتظروه (حَتَّى حِينٍ) الى زمن افاقته أو زمن موته.
[٢٦] ـ (قالَ) ـ بعد يأسه من اجابتهم ـ : (رَبِّ انْصُرْنِي) عليهم بإهلاكهم (بِما كَذَّبُونِ) بسبب تكذيبهم ايّاي.
[٢٧] ـ (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) برعايتنا وحفظنا (وَوَحْيِنا) وتعليمنا (فَإِذا جاءَ أَمْرُنا) بتعذيبهم (وَفارَ التَّنُّورُ) ارتفع منه الماء ، وموضعه في مسجد الكوفة أو في الشّام (فَاسْلُكْ فِيها) ادخل في الفلك (مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ) ذكر وأنثى من أنواعهما (اثْنَيْنِ) ذكرا وأنثى ، ونوّن «حفص» كلّ (١) أي من كلّ نوع زوجين اثنين (وَأَهْلَكَ) هم : زوجته وبنوه (إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ) الوعد بإهلاكه وهو ابنه : «كنعان» وامّه : «واغلة» (وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا) كفروا بإمهالهم (إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) لا محالة.
[٢٨] ـ (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ) ركبت واعتدلت (أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) بإشراكهم.
[٢٩] ـ (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي) في السّفينة وفي الأرض (مُنْزَلاً) بضمّ الميم وفتح الزّاي ، مصدر أو اسم مكان ، وقرأ «أبو بكر» بفتح الميم وكسر الزّاي (٢) (مُبارَكاً) يكثر فيه خير الدّارين (وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) أمره أن يشفع الدّعاء بهذا الثّناء المطابق له لأنّه ادعى الى الإجابة.
[٣٠] ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ) في امر نوح وقومه (لَآياتٍ) دلالات وعبرا للمعتبرين (وَإِنْ) هي المخفّفة (كُنَّا لَمُبْتَلِينَ) مختبرين عبادنا ليتذكّروا ، أو مصيبين قوم
__________________
(١) حجة القراآت : ٤٨٦.
(٢) تفسير التبيان ٧ : ٣٦١ وحجة القراآت : ٤٨٦.