منه أو ممّا فعلتموه في الجاهليّة ، إذ تجديد التّوبة كلّما ذكر الذّنب واجب أو راجح وغلب المذكّر ، وقرأ «ابن عامر» ايّه بضمّ الهاء (١) (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) تسعدون في الدّارين.
[٣٢] ـ (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ) مقلوب «ايائم» جمع «ايّم» وهو العزب ذكرا كان أو أنثى ، بكرا أو ثيّبا ، أمر للأولياء بتزويج الأيامى الحرائر والأحرار بعضهم من بعض وللسّادة بتزويج عبيدهم وامائهم بقوله (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ) وتذكير الصّالحين للتّغليب وتخصيصهم لأهمّيّة الاهتمام بهم وتحصين دينهم.
وقيل : أريد بالصّلاح : القيام بحقوق النّكاح (٢) و «عباد» جمع «عبد».
والأمر للنّدب وقد يجب إذا طلبته المرأة أو خيف الوقوع في الزّنا (إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) وعد منه تعالى بإغنائه من تزوّج لكنّه بشرط المشيّة لقوله : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ) (٣) ويشعر بأنّ الفقر لا يمنع من النّكاح فإنّ فضله يغني عن المال (وَاللهُ واسِعٌ) افضاله (عَلِيمٌ) بما تقتضيه الحكمة من بسط الرّزق وتقديره فيفعله.
[٣٣] ـ (وَلْيَسْتَعْفِفِ) وليجهد في العفّة (الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً) أسبابه أو ما ينكح به من المال (حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) فيتمكّنوا من النّكاح (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ) المكاتبة وهي قول السيّد لمملوكه : كاتبتك على كذا ، ومعناه : كتبت على نفسي اعتاقك وكتبت عليك الوفاء بالمال (مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) من عبد أو أمة (فَكاتِبُوهُمْ) خبر «الذين» والفاء لمعنى الشّرط ، أو مفسّر لمضمر ينصبه (٤).
__________________
(١) حجة القراآت : ٤٩٦ و ٤٩٧.
(٢) تفسير البيضاوي ٣ : ٢٣٢.
(٣) سورة التوبة : ٩ / ٢٨.
(٤) اي «الذين».