وان كذب فلا وجه له.
[٥] ـ (وَنُرِيدُ) حكاية حال ماضية ، عطف على «انّ فرعون» إذ هما تفسير ل «نبأ» أو حال من «يستضعف» أي ونحن نريد : (أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) بخلاصهم من بأسه في المآل ، فالمقارن للاستضعاف الإرادة لا المراد (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) مقدّمين في الدّارين وما فيه من القراءة سبق في التّوبة (١) (وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) لملك «فرعون».
[٦] ـ (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) أرض «مصر» و «الشام» بتسليطهم فيها (وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ) وزيره (وَجُنُودَهُما) وقرأ «حمزة» و «الكسائي» و «بزي» بالياء ورفع ما بعده (٢) (مِنْهُمْ) من بني إسرائيل (ما كانُوا يَحْذَرُونَ) من ذهاب ملكهم وهلاكهم على يد مولود منهم.
[٧] ـ (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) إلهاما ، أو رؤيا لمّا ولدته ولم يعلم به احد سوى أخته.
وقيل : دعت قابلة من الموكّلات بالحبالى ، فلمّا ولد هالها نوره فأحبّته حبّا منعها من السّعاية به (٣) (أَنْ أَرْضِعِيهِ) ما لم تخافي أن يشعر به فيقتل (فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) ذلك (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِ) البحر أي النّيل (وَلا تَخافِي) ضيعته ولا غرقه (وَلا تَحْزَنِي) لفراقه (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) سالما عن قريب (وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) فأرضعته ثلاثة أشهر ، ثمّ ألحّ «فرعون» في طلب الولدان فوضعته في تابوت مطليّ داخله بالقار ، ممهّد له فيه وأغلقته وألقته في النّيل ليلا.
[٨] ـ (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ) بتابوته فوضع بين يديه وفتح وأخرج «موسى» منه
__________________
(١) سورة التوبة : ٩ / ١٢.
(٢) حجة القراآت : ٥٤١.
(٣) قاله ابن عباس ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٢٦١ ـ.