(لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) شبّهت عاقبة التقاطهم له بالغرض الدّاعي إليه فعلّل بها ، وضمّ «الحاء» «حمزة» و «الكسائي» وسكّنا «الزّاي» (١) (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ) في كلّ أمر ، فليس خطأهم في تربية عدوّهم ببدع منهم ، أو عاصين فعوقبوا بأن ربّوا عدوّهم في حجورهم.
[٩] ـ (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ) ـ حين قيل له : هو الصبيّ الّذي نحذره ، دعنا نقتله ، فهمّ بذلك هو ـ : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ) لأنّهما لمّا رأياه أحبّاه.
روى انّه قال لك لا لي ، ولو قال لي ولك لهداه الله كما هداها (٢) (لا تَقْتُلُوهُ) الجمع للتّعظيم أو خاطبته وأعوانه (عَسى أَنْ يَنْفَعَنا) فإنّ فيه مخائل النّفع ، وذلك لما رأت من نوره وارتضاعه إبهامه لبنا وبرأ برص ابنتها بريقه (أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) فإنّه أهل التّبنّي (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) حال من فاعل «التقطه» اي وهم لا يشعرون انّهم على خطأ في التقاطه ورجاء نفعه وتبنّيه ، وجملة «انّ فرعون» معترضة تؤكّد خطأهم.
[١٠] ـ (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى) لمّا سمعت بالتقاطه (فارِغاً) من كلّ شيء سوى همّه ، أو من العقل لدهشها أو من الحزن لوثوقها بوعد الله (إِنْ) المخفّفة أي انّها (كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) لتظهر بأنّه ابنها جزعا وضجرا (لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها) سكّنّاه بالصّبر (لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) المصدّقين بوعدنا ، وجواب «لو لا» دلّ عليه ما قبلها.
[١١] ـ (وَقالَتْ لِأُخْتِهِ) «مريم» (قُصِّيهِ) اتّبعى اثره وتعرّفي خبره (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ) عن بعد مخالسة (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) انّها أخته أو بغرضها.
[١٢] ـ (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ) منعناه أن يرضع منها ، جمع مرضع أو مرضع أي الرّضاع أو مكانه أي الثدي (مِنْ قَبْلُ) قبل قصصها اثره (فَقالَتْ) ـ أخته حين رأت
__________________
(١) حجة القراآت : ٥٤٢.
(٢) تفسير مجمع البيان ٤ : ٢٤١.