جهة المثل ولم تقل لقوّته وأمانته ، وجعلت «خيرا» اسما ودلّت بالماضي (١) على انّه امر قد عرف منه.
قيل : فقال «شعيب» : وما أعملك بقوّته وأمانته؟ فذكرت رفعه الحجر وانّه صوّب رأسه حتّى بلغته رسالته وأمرها بالمشي خلفه.
[٢٧] ـ (قالَ إِنِّي) وفتح «نافع» «الياء» و «ياء» «ستجدني» (٢) (أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي) تكون اجيرا لي (ثَمانِيَ حِجَجٍ) سنين ، ظرف (فَإِنْ أَتْمَمْتَ) عملت (عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ) فالإتمام تفضّل منك لا الزمكه ، وليس عقدا ولكنّه معاهدة بما عزم عليه.
وجعل المهر اجارة نفسه لا مانع منه كما هو سائغ في شرعنا ـ على الأقوى ـ (وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ) بإلزامك العشر أو بالمناقشة في استيفاء الأعمال (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ) للتّبرّك (مِنَ الصَّالِحِينَ) في حسن الصّحبة والوفاء بالعهد.
[٢٨] ـ (قالَ ذلِكَ) الّذي شارطتنى عليه قائم (بَيْنِي وَبَيْنَكَ) لا نخرج عنه (٣) (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ) الثّماني أو العشر و «ما» زائدة تؤكّد الإبهام (قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَ) لا يعتدى عليّ بطلب الزّيادة عليه ، أو فلا أكون فلا أكون متعدّيا بترك الزّيادة عليه (وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ) من التّشارط (وَكِيلٌ) شهيد حفيظ.
قيل : كانت عصا (٤) الأنبياء عند «شعيب» فقال لموسى باللّيل : ادخل البيت وخذ عصا منها ، فأخذ عصا هبط بها آدم من الجنّة فقال : غيرها ، فما وقع بيده
__________________
(١) «استأجرت» اي إتيان اللفظ بصيغة الماضي ـ لا المضارع.
(٢) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٧٦.
(٣) في «ب» : لا يخرج عنه.
(٤) في «ج» : عصى.