إلّا هي ـ سبع مرّات ـ فعلم انّ له شأنا فدفعها إليه (١).
[٢٩] ـ (فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ) وهو أوفى الأجلين ، قيل : وزاد عليه عشرا (٢) وعزم على المسير (وَسارَ بِأَهْلِهِ) امرأته بإذنه أبيها نحو الشّام أو مصر (آنَسَ) أبصر (مِنْ جانِبِ الطُّورِ) جبل (ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا) وضمّ «حمزة» الهاء (٣) (إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي) (٤) (آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ) عن الطّريق وكان قد ضلّه ، وفتح «الحرميان» و «أبو عمرو» ياء «انّي» وسكّن «الكوفيون» ياء «لعلّي» (٥) (أَوْ جَذْوَةٍ) وفتحها «عاصم» وضمّها «حمزة» (٦) والثّلاث لغات أي قطعة أو شعلة (مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) تستدفئون بها.
[٣٠] ـ (فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ) أتاه النّداء من جانب (الْوادِ الْأَيْمَنِ) لموسى (فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ) وصفت بذلك لأنّها محلّ الوحي إليه وتكليمه (مِنَ الشَّجَرَةِ) بدل اشتمال ل «من شاطئ» لنباتها عليه وهي شجرة «عوسج» أو «عنّاب» أو «علّيق» (٧) ودلّ على انّ كلامه تعالى أصوات وحروف يوجدها في جسم (أَنْ) أي : (يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) وفتح «الحرميّان» و «أبو عمرو» «الياء» (٨).
[٣١] ـ (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ) فألقاها فصارت حيّة واهتزّت (فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ) تتحرّك (كَأَنَّها جَانٌ) حيّة سريعة (وَلَّى مُدْبِراً) هاربا منها (وَلَمْ يُعَقِّبْ) ولم يرجع
__________________
(١) تفسير مجمع البيان ٤ : ٢٥٠.
(٢) تفسير البيضاوي ٤ : ٦.
(٣) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ٩٥.
(٤) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «لعلي» ـ بفتح الياء ـ.
(٥) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٧٦.
(٦) حجة القراآت : ٥٤٣.
(٧) نبت يتعلق بالشجر يشبه الورد ـ اقرب الموارد.
(٨) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٧٦.