[٥٣] ـ (وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ) القرآن (قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا) تعليل يبيّن موجب ايمانهم به (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) بيان ، لأنّ ايمانهم به متقدم قبل نزوله إذ وجدوا ذكره في كتبهم.
[٥٤] ـ (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا) بصبرهم على الإيمان بالكتابين أو بالقرآن قبل نزوله وبعده ، أو على الإيمان وأذى الكفرة (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) يدفعون بالطّاعة المعصية أو بالحلم الجهل (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) في فرض ونفل.
[٥٥] ـ (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ) السّفه (أَعْرَضُوا عَنْهُ) حلما (وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) متاركة لهم ، أو كلمة حلم (لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) لا نريد مخالطتهم.
[٥٦] ـ (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) لا تقدر على اللطف المقرّب له الى الإيمان.
وجعلها في أبي طالب ، الثّابت الإيمان بشهادة ما تواتر من نظمه ونثره واجماع أهل البيت عليهمالسلام ، (١) تعصّب من ناصبي العداوة لابنه امير المؤمنين عليهالسلام (وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) بلطفه (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) القابلين للطف (٢).
[٥٧] ـ (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا) نستلب منها بسرعة.
قالت قريش أو الحارث بن نوفل للنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : نحن نعلم انّك على الحقّ ولكنّا نخاف ان اتبعناك أن يتخطّفنا العرب ، فقال تعالى ردّا عليهم : (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً) ذا أمن بحرمة البيت ، فهم آمنون فيه والعرب يتغاورون (٣)
__________________
(١) ينظر كتاب العمدة لابن البطريق : ما جاء في ابي طالب.
(٢) في «أ» اللطف.
(٣) اي يغير بعضهم على بعض.