[٢٧] ـ (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ) ولدا (وَيَعْقُوبَ) نافلة (١) من هرمين ، ولذا خصا بالذكر (وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ) فكلّ نبيّ بعده منها (وَالْكِتابَ) أي جنسه ، فيعمّ الكتب الأربعة. (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا) وهو الذرية الطيبة وثناء كل الأمم عليه (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) أولي الدّرجات العلى.
[٢٨] ـ (وَلُوطاً) عطف على «إبراهيم» (إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ) وقرأ «الحرميّان» و «ابن عامر» : «إنّكم» خبرا (٢) (لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) الفعلة الشنعاء (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) استئناف يقرّر فحشها إذا لم يرتكبها أحد قبلهم لنفرتهم لها طبعا.
[٢٩] ـ (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) باعتراض المارّة بالقتل وأخذ المال أو بالفاحشة ، أو تقطعون سبيل النّسل بإتيان الرّجال دون النساء (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ) هو المجلس ما دام أهله فيه (الْمُنْكَرَ) كالضّراط واللواط وكشف العورة وغير ذلك (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا) استهزاء (ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في استفحاش ذلك.
[٣٠] ـ (قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) بقبائحهم وسنّها في الناس.
[٣١] ـ (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) بالبشارة ب «إسحاق» و «يعقوب» بعده (قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ) وهي «سدوم» ، واضافة «مهلكوا» لفظيّة لأنه مستقبل (إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ) علّلوا إهلاكهم بإصرارهم على الظّلم وهو كفرهم ومعاصيهم.
[٣٢] ـ (قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً) جدال لهم بأنّ فيها من لا يظلم إشفاقا عليه (قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها) أخبر بحاله وحال قومه (لَنُنَجِّيَنَّهُ) وخفّفه «حمزة» و «الكسائي» (٣) (وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) الباقين في العذاب.
__________________
(١) النافلة : ما كان زيادة على الأصل.
(٢) تفسير البيضاوي ٤ : ١٧.
(٣) حجة القراآت : ٥٥١.