[٣٣] ـ (وَلَمَّا أَنْ) زيدت للتأكيد (جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ) اغتمّ بسببهم إذ جاءوا في صورة غلمان أضياف ، فخاف عليهم قومه (وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) صدرا ، كناية عن فقد الطاقة (وَقالُوا) ـ حين رأوا ما لقيه ـ : (لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ) فنحن رسل ربّك (إِنَّا مُنَجُّوكَ) وخفّفه «ابن كثير» و «أبو بكر» و «حمزة» و «الكسائي» (١) (وَأَهْلَكَ) نصب عطفا على محل الكاف أو بفعل مضمر (إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ).
[٣٤] ـ (إِنَّا مُنْزِلُونَ) وشدّده «ابن عامر» (٢) (عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً) عذابا (مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) بسبب فسقهم.
[٣٥] ـ (وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً) هي آثار المنازل الخربة ، أو قصّتها أو بقية الحجارة ، أو الماء الأسود (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) يتفكرون فيها ، ويتعلق ب «تركنا» أو «آية».
[٣٦] ـ (وَإِلى مَدْيَنَ) وأرسلنا إليهم (أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ) واعملوا ما ترجون به ثوابه ، فأقيم الرّجاء مقام سببه ، أو : خافوا (وَلا تَعْثَوْا) تفسدوا (فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) حال مؤكّدة.
[٣٧] ـ (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) الزلزلة أو صحية «جبرائيل» (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) صرعى على وجوههم.
[٣٨] ـ (وَعاداً) وأهلكنا عادا (وَثَمُودَ) بالصّرف وتركه (٣) بمعنى الحي والقبيلة (وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ) بعضها أو إهلاكهم من جهتها عند مروركم بها (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) كفرهم ومعاصيهم (فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) سبيل الحقّ (وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) متمكنين من النّظر ، ولكن لم ينظروا.
[٣٩] ـ (وَقارُونَ) وأهلكنا «قارون» ولعلّه قدّم لنسبه (وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ) فائتين أمرنا ،
__________________
(١) حجة القراآت : ٥٥١ ، ٥٥٢.
(٢) حجة القراآت : ٥٥١ ، ٥٥٢.
(٣) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «ثمود» بغير صرف.