على الكفر في فترة (فَاخْتَلَفُوا) تفرقوا الى مؤمن وكافر (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) بتأخير الجزاء الى يوم الفصل : يوم القيامة (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) في الدنيا (فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) بإهلاك الكفرة.
[٢٠] ـ (وَيَقُولُونَ لَوْ لا) هلّا (أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) أي مما اقترحوه (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ) لا يعلمه إلّا هو ، فلا ينزل إلّا ما يعلم أن فيه صلاحا (فَانْتَظِرُوا) نزولها أو العذاب (إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) لهلاككم.
[٢١] ـ (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ) الكفار (رَحْمَةً) نعمة وخصبا (١) (مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ) شدة وجدب (إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا) بتكذيبها والقدح فيها (قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً) مجازاة على المكر (إِنَّ رُسُلَنا) الحفظة (يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ) وقرأ «يعقوب» بالياء (٢).
[٢٢] ـ (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ) يمكنكم من السير. وقرأ «ابن عامر» : «ينشركم» من النشر (٣) (فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ) السفن (وَجَرَيْنَ بِهِمْ) التفات الى الغيبة ، كأنه خوطب غيرهم ليتعجب منهم (بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ) لينة (وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها) جواب «إذا» (رِيحٌ عاصِفٌ) شديدة الهبوب (وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ) جهة (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ) فلا مخلص لهم من الهلاك (دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) بلا اشراك ، بدل اشتمال من «ظنّوا» (لَئِنْ) لام قسم (أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ) الشدّة (لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) المؤمنين.
[٢٣] ـ (فَلَمَّا أَنْجاهُمْ إِذا هُمْ يَبْغُونَ) يظلمون (فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) بالشرك والفساد (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ) ظلمكم كائن (عَلى أَنْفُسِكُمْ) لأن وباله عليها
__________________
(١) الخصب : الخير.
(٢) تفسير البيضاوي ٣ : ٦ وتفسير القرطبي ٨ : ٣٢٤.
(٣) حجة القراآت : ٣٢٩ والنشر في القراآت العشر ٢ : ٢٨٢.