أو على بعضكم (مَتاعَ) خبر محذوف ، أي هو منفعة (الْحَياةِ الدُّنْيا) الزائلة أو خبر «بغيكم» إن تعلق به الظرف ، ونصبه «حفص» مصدرا ، (١) أي تمتعون متاع (ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُكُمْ) في الآخرة (فَنُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بالجزاء به.
[٢٤] ـ (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا) صفتها في سرعة زوالها بعد إقبالها (كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ) بسببه (نَباتُ الْأَرْضِ) بعضه ببعض (مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ) من الحبوب والبقول والكلأ (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها) بهجتها من أصناف النبات (وَازَّيَّنَتْ) بالأزهار. وأصله تزينت وأبدلت التاء «زاء» وأدغمت ، وجيء بهمزة (وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها) بتحصيل غلتها (أَتاها أَمْرُنا) حكمنا وعذابنا (لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها) أي زرعها (حَصِيداً) كالمحصود بآلة (كَأَنْ) مخففة (لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) لم تكن من قبل (كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ليعتبروا بها.
[٢٥] ـ (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) السلامة أو دار الله أي الجنة (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) بلطفه (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) موصل إليها وهو الإيمان.
[٢٦] ـ (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا) المثوبة (الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) أضعاف مضاعفة أو ترك حسابهم بنعيم الدنيا (وَلا يَرْهَقُ) يغشى (وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ) سواد (وَلا ذِلَّةٌ) هوان (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
[٢٧] ـ (وَالَّذِينَ) عطف على «للذين أحسنوا» أي وللذين (كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها) أو مبتدأ بتقدير و «جزاء الذين» وخبره «جزاء سيئة بمثلها» أو «كأنما أغشيت» وما بينهما اعتراض. «فجزاء سيئة» مبتدأ ، وخبره «بمثلها» على زيادة «الباء» أو تقدير «واقع» (وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ) من عذابه أو من جهته (مِنْ عاصِمٍ) مانع (كَأَنَّما أُغْشِيَتْ) ألبست (وُجُوهُهُمْ قِطَعاً) جمع «قطعة» وسكّنه «ابن كثير»
__________________
(١) حجة القراآت : ٣٣٠ والنشر في القراآت العشر ٢ : ٢٨٣.