و «الكسائي» (١) أي جزء (مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً) حال من «الليل» أو «قطعا» بالتسكين ، أو صفته (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ).
[٢٨] ـ (وَيَوْمَ) واذكر يوم (نَحْشُرُهُمْ) أي الخلق (جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ) الزموا مكانكم (أَنْتُمْ) تأكيد للضمير فيه ليعطف عليه (وَشُرَكاؤُكُمْ) أي الأصنام (فَزَيَّلْنا) فرّقنا (بَيْنَهُمْ) بقطع وصلهم (وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ) نطّقهم الله : (ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ) بل عبدتم أهواءكم ، أو ما شعرنا بعبادتكم لنا.
وقيل : الشركاء : الشياطين ، وقيل الملائكة.
[٢٩] ـ (فَكَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ) مخففة أي «إنا» (كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ) اللام فارقة.
[٣٠] ـ (هُنالِكَ) في ذلك المكان (تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ) تختبر وتعلم ما عملت. وقرأ «حمزة» و «الكسائي» «تتلو» من التلاوة ، (٢) أي تقرأ كتاب عملها ، أو من التلو أي تتبع عملها (وَرُدُّوا إِلَى اللهِ) إلى حكمه (مَوْلاهُمُ) مالكهم (الْحَقِ) على الحقيقة أو الثابت (وَضَلَ) بطل (عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) يدعون أن له شركاء.
[٣١] ـ (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) بالمطر والنبات (أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ) أي خلق الأسماع (وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) من النطفة والبيضة (وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ) النطفة والبيضة (مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) أمر العالم (فَسَيَقُولُونَ اللهُ) لوضوح ذلك بحيث لا يمكنهم إنكاره (فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ) عقابه فتوحّدونه.
[٣٢] ـ (فَذلِكُمُ) الفاعل لهذه الأشياء (اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُ) الثابت (فَما ذا) إنكار أي ليس (بَعْدَ الْحَقِ) وهو عبادته (إِلَّا الضَّلالُ) فمن اخطأه ضلّ (فَأَنَّى)
__________________
(١) حجة القراآت : ٣٣٠ والنشر في القراآت العشر ٢ : ٢٨٣.
(٢) حجة القراآت : ٣٣١.