[٢٠] ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) خلق أصلكم منه (ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) في الأرض.
[٢١] ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) خلق حوّاء من ضلع آدم أو من فضل طينته وسائر النساء من نطف الرّجال ، أو من جنسكم (لِتَسْكُنُوا إِلَيْها) لتألفوها (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ) بين الرّجال والنساء أو أشخاص النوع (مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) بالزواج لا لسابقة معرفة أو رحم أو بتوقف تعيّشكم على التعاون المحوج الى التعاطف (إِنَّ فِي ذلِكَ) المذكور (لَآياتٍ) على قدرته وحكمته (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فيه.
[٢٢] ـ (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ) لغاتكم بأن علّم كل ناس لغة وألهمهم وضعها ، أو كيفيّات نطقكم التي يمتاز بها كلّ شخص عن غيره (وَأَلْوانِكُمْ) من بياض وسواد وغيرهما ، فوقع بذلك التمايز والتعارف المترتّب عليهما حكم ومصالح (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ) (١) الثقلين والملائكة ، وكسر «حفص» «اللام» أي اولى العلم (٢).
[٢٣] ـ (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) نومكم في الوقتين للاستراحة وطلب معاشكم فيهما ، أو نومكم باللّيل وطلبكم بالنهار ، فلف ، لكن فصل بين الفعلين بالوقتين إيذانا بصلاحية كل منهما للآخر عند الحاجة وان اختص بأحدهما ، ويوافقه الآيات المتضمنة له (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) سماع تدبّر.
[٢٤] ـ (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) منزل منزلة المصدر أو مقدر بأن (خَوْفاً) من الصاعقة للمسافر (وَطَمَعاً) في المطر للحاضر ، وهما علّتان لما يلزم إرائتهم وهو رؤيتهم أو حالان (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
__________________
(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «للعالمين» ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.
(٢) تفسير البيضاوي ٤ : ٢٤ وحجة القراآت : ٥٥٧.