ياء الثلاثة ، ومثله «البزّي» في الأخير وكسرها الباقون في الثلاثة (١) (لا تُشْرِكْ بِاللهِ) قيل : كان كافرا فما زال به حتى اسلم (٢) (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لأنّه تسوية بين أشرف الموجودات وأخسّ المخلوقات.
[١٤] ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً) تهن وهنا (عَلى وَهْنٍ) أي تضعف ضعفا فوق ضعف ، إذ كلما إزداد الحمل إزداد الضعف ، والجملة في محل الحال ، وجملته استئناف يؤكد التوصية في حقها خصوصا (وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ) فطامه في انقضائهما وهما مدة رضاعه (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ) تفسير ل «وصّينا» وشكرهما : برّهما (إِلَيَّ الْمَصِيرُ) فاجازيك بعلمك.
[١٥] ـ (وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) أريد بنفي العلم به نفيه أي ما ليس بشيء يعني الأصنام (فَلا تُطِعْهُما) في ذلك (وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً) صحابا معروفا ، شرعا وعرفا (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ) رجع (إِلَيَ) بالطاعة (ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) جميعا (فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بمجازات كلّ بعمله.
والآيتان اعتراض في أثناء وصيّة «لقمان» يؤكد إنكار الشرك حتى انّه يلزم فيه مخالفة من تجب طاعته تلو طاعة الله.
[١٦] ـ (يا بُنَيَّ إِنَّها) أي الخصلة من الإساءة والإحسان (إِنْ تَكُ مِثْقالَ) زنة (حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) ورفعه «نافع» على ان الهاء للقصة وكان تامة وتأنيثها لإضافة مثقال الى الحبّة (٣) (فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ) في أخفى موضع كجوف الصخرة أو أعلاه كالسماوات ، أو أسفله كالأرض (يَأْتِ بِهَا اللهُ) يحضرها فيحاسب عليها (إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ) نافذ القدرة (خَبِيرٌ) بكلّ خفي.
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٤ : ٣٠ وحجة القراآت : ٥٦٤.
(٢) تفسير الكشّاف ٣ : ٤٩٣.
(٣) حجة القراآت : ٥٦٥.