(قَبْلَ هذا) القول ، والآن يئسنا من خيرك (أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) من الأصنام ولم نشك في أمرها (وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ) من التوحيد (مُرِيبٍ) موجب للريبة.
[٦٣] ـ (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ) حجة (مِنْ رَبِّي وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً) نبوّة (فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ) يمنعني من عذابه (إِنْ عَصَيْتُهُ) بترك التبليغ (فَما تَزِيدُونَنِي) بما تقولون لي (غَيْرَ تَخْسِيرٍ) أن أنسبكم الى الخسران.
[٦٤] ـ (وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) حال عاملها الإشارة ، و «لكم» حال منها (فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ) عشبها أي وتشرب ماءها (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) عقر أو غيره (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) عاجل بعد ثلاثة أيام.
[٦٥] ـ (فَعَقَرُوها) عقرها «قذار» (١) برضاهم (فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ) عيشوا في بلدكم (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) ثم تهلكون (ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) فيه ، أو غير كذب ، على انه مصدر كالمعقول.
[٦٦] ـ (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) ونجيناهم من عذاب يومئذ ، أي إهلاكهم بالصيحة أو من فضيحتهم يوم القيامة. وفتح ميمه «نافع» و «الكسائي» (٢) بناء لإضافته الى مبنيّ (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُ) القادر على ما يشاء (الْعَزِيزُ) الغالب.
[٦٧] ـ (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) فسّر في الأعراف (٣).
[٦٨] ـ (كَأَنْ) مخفّفة (لَمْ يَغْنَوْا) لم يقيموا (فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ)
__________________
(١) في ج : قدار.
(٢) حجة القراآت : ٣٤٤.
(٣) انظر سورة الأعراف الآية ٧٨ و ٩١.