وللصبر أربع شعب :
الشّوق ، والشّفقة ، والزّهادة ، والتّرقّب ، فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات ، ومن أشفق من النّار رجع عن المحرّمات ، ومن زهد في الدّنيا تهاون بالمصيبات ، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات.
ولليقين أربع شعب :
تبصرة الفطنة ، وتأويل الحكمة ، ومعرفة العبرة ، واتّباع السّنّة ، فمن أبصر الفطنة تأوّل الحكمة ، ومن تأوّل الحكمة عرف العبرة ، ومن عرف العبرة اتّبع السّنّة ، ومن اتّبع السّنّة فكأنّما كان في الأوّلين.
وللجهاد أربع شعب :
الأمر بالمعروف ، والنّهي عن المنكر ، والصّدق في المواطن ، وشنآن الفاسقين ، فمن أمر بالمعروف شدّ ظهر المؤمن ، ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق ، ومن صدق في المواطن قضى الّذي عليه وأحرز دينه ، ومن شنأ الفاسقين فقد غضب لله ، ومن غضب لله يغضب الله له.
وللعدل أربع شعب :
غوص الفهم ، وزهرة العلم ، وشرائع الحكم ، وروضة الحلم ؛ فمن غاص الفهم فسّر جمل العلم ، ومن رعى زهرة العلم عرف شرائع الحكم وورد روضة الحلم ، ومن ورد روضة الحلم لم يفرّط في أمره وعاش في النّاس وهم في راحة » (١).
وألمّ هذا الحديث بفلسفة الإسلام ، وأحاط بروائع أحكامه التي تهدف إلى سعادة الإنسان ، وإبعاده عن مآثم هذه الحياة.
__________________
(١) حلية الأولياء ١ : ٧٤ ـ ٧٥.