٩
واستشف الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم من وراء الغيب ما تقوم به بعض النفوس المريضة والضمائر الرخيصة من افتعال الحديث ونسبته إليه ، فحذّرهم وخوّفهم عقاب الله تعالى ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من كذب عليّ متعمّدا (١) فليتبوّأ مقعده من النّار » (٢). ولكنّهم لم يحفلوا بتحذير النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأصرّوا على غيّهم فعمدوا إلى افتعال الأحاديث ، ونسبتها إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومعظمها تتنافى مع روح الإسلام وهديه ، وقد انتهكت بموضوعاتهم حرمة الإسلام الذي بني على الصدق وقول الحقّ.
وعلى أي حال فقد أحصى المحقّق الأميني عدد الوضّاعين (٦٢٠) (٣) وضاعا ، فالويل لهم على ما اقترفوه من الإثم ( فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) (٤).
١٠
ونعود للحديث عما اثر عن إمام المتقين الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام من الأحاديث التي
__________________
(١) قال المحقق الكبير الشيخ محمود أبو رية رحمهالله : « وقد عنيت بالبحث عن حقيقة هذا الحديث حتى وصلت بعد طول السعي إلى أنّ كلمة ( متعمّدا ) لم تأت في روايات كبار الصحابة ... » ـ أضواء على السنّة المحمّدية : ص ٧.
(٢) الحديث متواتر صحيح.
(٣) الغدير ١٠ : ١٨٥ ـ ٢٣٦.
(٤) البقرة : ٧٩.