رواها عن أخيه وابن عمّه سيّد المرسلين النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّ معظمها تتعلّق بالآداب وحسن السلوك ، وبناء شخصية الإنسان المسلم على اسس رفيعة متوازنة من الكمال وحسن الأخلاق ، وما يتعلّق بروابطه الاجتماعية ، من الاهتمام بالصالح العام ، وتبنّي قضايا مجتمعه وغير ذلك ممّا يتعلّق بتطوّر الحياة الإسلامية في جميع مناطق العالم الإسلامي. إنّ أحاديث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم التي يرويها وصيّه وباب مدينة علمه ، الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام تتميّز بما تحمله من طاقات ندية خلاّقة ، تسمو بالمجتمع الإسلامي إلى أرقى مستويات الكمال والتهذيب ، وتحقّق له القيادة العامة لشعوب العالم.
١١
ألّف المؤرخ الكبير أبو جعفر الطبري كتابا أسماه « تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الأخبار » عرض فيه للأخبار النبوية التي رواها أعلام الصحابة ، وهو يقع في عدّة أجزاء ، نسب كل جزء منها إلى علم من أعلام الصحابة ، سجّل فيه ما رواه عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بعنوان مسند الصحابي فلان ، ومن هذه المسانيد ( مسند عليّ ) ذكر فيه روايات عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن مزايا هذا المسند أنّه دون الرواية التي يرويها الإمام عليهالسلام ثمّ ذكر لها مماثلا من طرق اخرى ، ثمّ ما ذكر بعد ذلك ما يعارضها من الروايات ، ويختار بعد ذلك ما يذهب إليه ، والكتاب طريف ومفيد للمعنيين بهذه البحوث ، وعدد ما جاء في مسنده عن الإمام عليهالسلام (٤٣) حديثا.
١٢
وأودّ أن أعرض إلى أنّ ما سجّلته في هذا الكتاب من روايات الإمام عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم