(مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ) الذين استقاموا بالبقاء بعد (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) من التجليات الثلاث مع علومها (وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ) المشاهدين للوحدة في عين الكثرة بالاستقامة في الله.
[٨٦] (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٨٦))
(وَالَّذِينَ) حجبوا عن الذات (وَكَذَّبُوا) بآيات الصفات (أُولئِكَ أَصْحابُ) الحرمان الكليّ في جحيم صفات النفوس.
[٨٧ ـ ٩١] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٨٨) لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٨٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (٩١))
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إيمانا عمليا (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) من مكاشفات الأحوال وتجليات الصفات بتقصيركم في السلوك (وَلا تَعْتَدُوا) بطغيان النفس وظهورها بصفاتها واجعلوا ما رزقكم الله من علوم التجليات ومواهب الأحوال والمقامات غذاء قلوبكم سائغا طيبا واجعلوا الله وقاية لكم في حصول تلك الكمالات بأن تروها منه وله لا منكم ولكم فتطغوا إن كنتم موحدين.
[٩٢] (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٩٢))
(وَأَطِيعُوا اللهَ) بالفناء فيه فتنقادوا فيما يستعملكم فيه كالميت (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) بالبقاء بعد الفناء ، فتستقيموا فيه مراعين للتفصيل ، أحياء بحياته (وَاحْذَرُوا) ظهور البقاء حالة الاستقامة (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا) أن التقصير منكم وما على الرسول إلا البلاغ لا الإلزام.
[٩٣] (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (٩٣))
(لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا) الإيمان الغيبي بتوحيد الأفعال (وَعَمِلُوا) بمقتضى إيمانهم