المفسرين ـ رئيس الموحدين وقدوة المحققين الذي جادل فرق المشركين ، وأبطل مذاهبهم الزائغة بالحجج الدامغة ، وكان حنيفا أي مستقيما على الحق مائلا عن الباطل.
ومن المثير للتأمل والتفكير أننا نجد القرآن الكريم يعنى بوصف طائفة من فضليات النساء بفضيلة القنوت ، وكأني أفهم أن المرأة أشد احتياجا الى القنوت من سواها ، لانها لب المجتمع ، ولانها أساس البيت ، ولانها المعلمة الاولى في الحياة وكأني أفهم أيضا أن المرأة بفطرتها وطبيعتها أقرب الى التحلي بفضيلة القنوت والخشوع والطاعة ، متى سلمت من آفات الحياة ، ووجدت عامل التوجيه والتذكير منذ بداية الطريق.
ان القرآن المجيد يخاطب فيما يخاطب نساء النبي صلىاللهعليهوسلم فيقول لهن : (ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما) (١). أي ان من تخضع منكن للايمان بالله وطاعة رسوله ، وتلزم طاعتهما ، وتداوم على صلاحها وعبادتها ، وتعمل العمل الطيب الصالح ، يثيبها الله تبارك وتعالى مرتين ، يثيبها مرة على طاعتها ، ومرة على طلبها رضى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، بتحليها بالقناعة وحسن المعاشرة ومعاونة النبي في حياته ، وكذلك يجعل الله تعالى لها رزقا طيبا واسعا في الجنة زيادة على أجرها.
وحينما يأتي موقف عتاب من القرآن الكريم لنساء النبي يذكرهن بأن الله تعالى اذا اختار لرسوله صلىاللهعليهوسلم نساء فانه يجعلهن متحليات بفضيلة القنوت مع بقية الفضائل ، فيقول في سورة التحريم : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ
__________________
(١) سورة الاحزاب ، الآية ٣١.