الى عباده في سورة الملك : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) ، ويقول في سورة الجمعة : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ ، وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). ويقول في سورة النجم : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : «لا يقدن أحدكم عن طلب الرزق ، ويقول : اللهم ارزقني ، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة». ولقد سأل عبد الله ابن الامام أحمد بن حنبل أباه فقال له : «يا أبي ، هؤلاء المتوكلون يقولون : نقعد وأرزاقنا على الله عزوجل». فأجابه أبوه : «هذا قول رديء خبيث ، يقول الله عزوجل : (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ).
وسأله أيضا عن قوم يقولون : نتكل على الله ولا نكتسب. فأجابه بقوله : «ينبغي للناس كلهم أن يتوكلوا على الله ، ولكن يعودون على أنفسهم بالكسب ، هذا قول انسان أحمق».
وسأله ابنه صالح عن التوكل فأجابه : «التوكل حسن ، ولكن ينبغي للرجل أن لا يكون عيالا على الناس ، ينبغي أن يعمل حتى يغني أهله وعياله ، ولا يترك العمل».
ويقول ابن القيم في حديثه عن التوكل : «فترك الأسباب المأمور بها فادح في التوكل ، وقد تولى الحق ايصال العبد بها ، وأما ترك الأسباب المباحة فان تركها لما هو أرجح منها مصلحة فممدوح والا فهو مذموم». ويقول أيضا : «فاعلم أن نفاة الأسباب لا يستقيم لهم توكل البتة». ويقول عن بصراء الصوفية : «وأجمع القوم على أن التوكل لا ينافي القيام بالأسباب ، فلا يصح التوكل الا مع القيام بها ، والا فهو بطالة وتوكل فاسد. قال سهل بن عبد الله : من طعن في الحركة