الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (٥٣) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (٥٤) مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (٥٥) وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى (٥٦) قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى (٥٧) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (٥٨) قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (٥٩) فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى)(٦٠)
فقوله ـ تعالى ـ : (قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) حكاية لما قاله فرعون لموسى وهارون ـ عليهماالسلام ـ بعد أن ذهبا إليه ليبلغاه دعوة الحق كما أمرهما ربهما ـ سبحانه ـ.
ولم تذكر السورة الكريمة كيف وصلا إليه .. لأن القرآن لا يهتم بجزئيات الأحداث التي لا تتوقف عليها العبر والعظات ، وإنما يهتم بذكر الجوهر واللباب من الأحداث.
والمعنى : قال فرعون لموسى وهارون بعد أن دخلا عليه. وأبلغاه ما أمرهما ربهما بتبليغه : من ربكما يا موسى الذي أرسلكما إلى؟.
وكأنه ـ لطغيانه وفجوره ـ لا يريد أن يعترف بأن رب موسى وهارون هو ربه وخالقه. كما قالا له قبل ذلك (إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ).
وخص موسى بالنداء مع أنه وجه الخطاب إليهما لظنه أن موسى ـ عليهالسلام ـ هو الأصل في حمل رسالة الحق إليه ، وأن هارون هو وزيره ومعاونه أو أنه لخبثه ومكره ، تجنب مخاطبة هارون لعلمه أنه أفصح لسانا من موسى ـ عليهماالسلام ـ.
قال صاحب الكشاف : خاطب فرعون الاثنين ، ووجه النداء إلى أحدهما وهو موسى ، لأنه