وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية يقول : تتجافى لذكر الله كلما استيقظوا ذكروا الله ، إما في الصلاة ، وإما في القيام أو القعود. أو على جنوبهم لا يزالون يذكرون الله. وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، ومحمّد بن نصر ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم ، وصححه ، والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال : كان عرش الله على الماء فاتخذ جنة لنفسه ، ثم اتخذ دونها أخرى ، ثم أطبقهما بلؤلؤة واحدة ، ثم قال : (وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) (١) لم يعلم الخلق ما فيهما. وهي التي قال الله (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) تأتيهم منها كلّ يوم تحفة. وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : إنه لمكتوب في التوراة : لقد أعدّ الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع : ما لم تر عين ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب بشر ، ولا يعلم ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، وإنه لفي القرآن (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ). وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال الله تعالى : «أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر». قال أبو هريرة. واقرءوا إن شئتم (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)». وفي الباب أحاديث عن جماعة من الصحابة ، وهي معروفة فلا نطول بذكرها. وأخرج أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني ، والواحدي ، وابن عدي ، وابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر من طرق عن ابن عباس قال : قال الوليد بن عقبة لعليّ بن أبي طالب : أنا أحدّ منك سنانا ، وأنشط منك لسانا ، وأملأ للكتيبة منك ، فقال له عليّ : اسكت فإنما أنت فاسق ، فنزلت (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) يعني بالمؤمن : عليا ، وبالفاسق : الوليد بن عقبة بن أبي معيط. وأخرج ابن مردويه ، والخطيب ، وابن عساكر عنه في الآية نحوه. وروي نحو هذا عن عطاء بن يسار والسدّي وعبد الرحمن بن أبي ليلي. وأخرج الفريابي ، وابن منيع ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود في قوله : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى) قال : يوم بدر (دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) قال : يوم القيامة (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) قال : لعلّ من بقي منهم أن يتوب فيرجع. وأخرج ابن أبي شيبة ، والنسائي ، وابن المنذر ، والحاكم ، وصححه ، وابن مردويه عن ابن مسعود في الآية قال : العذاب الأدنى سنون أصابتهم (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) قال : يتوبون. وأخرج مسلم ، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وأبو عوانة في صحيحه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في الشعب عن أبيّ بن كعب في قوله : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى) قال : مصائب الدنيا ، والروم ، والبطشة ، والدخان. وأخرج ابن جرير عنه قال : يوم بدر. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس (مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى) قال : الحدود (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) قال : يتوبون. وأخرج ابن منيع ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه. قال السيوطي بسند ضعيف عن معاذ بن جبل : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ثلاث من فعلهنّ فقد أجرم :
__________________
(١). الرحمن : ٦٢.