بعثني معلّما مبشّرا ، لا تسألني امراة منهن عمّا اخترت إلا أخبرتها». وأخرج البخاري ، ومسلم وغيرهما عن عائشة : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم جاءها حين أمره الله أن يخيّر أزواجه قالت : فبدأ بي فقال : «إنّي ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تستعجلي حتّى تستأمري أبويك» وقد علم أنّ أبويّ لم يكونا يأمراني بفراقه ، فقال : «إنّ الله قال : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا) إلى تمام الآية» فقلت له : ففي أيّ هذا أستأمر أبويّ ، فإنّي أريد الله ورسوله والدّار الآخرة ، وفعل أزواج النبيّ صلىاللهعليهوسلم مثل ما فعلت. وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً) قال يقول : من يطع الله منكنّ وتعمل منكنّ لله ورسوله بطاعته. وأخرج ابن المنذر عنه في قوله : (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) قال : يقول لا ترخصن بالقول ولا تخضعن بالكلام. وأخرج ابن المنذر عنه أيضا في قوله : (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) قال : مقارنة الرجال في القول حتى يطمع الذي في قلبه مرض. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمّد بن سيرين قال : نبئت أنه قيل لسودة زوج النبيّ صلىاللهعليهوسلم : ما لك لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟ فقالت : قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقرّ في بيتي ، فو الله لا أخرج من بيتي حتى أموت ؛ قال : فو الله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها. وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن سعد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وابن المنذر عن مسروق قال : كانت عائشة إذا قرأت (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) بكت حتى تبل خمارها. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب قال : كانت الجاهلية الأولى : فيما بين نوح ، وإدريس ، وكانت ألف سنة. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب سأله فقال : أرأيت قول الله لأزواج النبيّ صلىاللهعليهوسلم (وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) هل كانت جاهلية غير واحدة ، فقال ابن عباس : ما سمعت بأولى إلا ولها آخرة ، فقال له عمر : فأتني من كتاب الله ما يصدّق ذلك ، فقال : إن الله يقول : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) كما جاهدتم أوّل مرّة فقال عمر : من أمرنا أن نجاهد؟ قال : بني مخزوم وعبد شمس. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أيضا في الآية قال : تكون جاهلية أخرى. وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة أنها تلت هذه الآية فقالت : الجاهلية الأولى كانت على عهد إبراهيم. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : الجاهلية الأولى ما بين عيسى ومحمّد. وقد قدّمنا ذكر الآثار الواردة في سبب نزول قوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ). وأخرج عبد الرزاق ، وابن سعد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ) قال : القرآن والسنة يمتنّ بذلك عليهنّ. وأخرج ابن سعد عن أبي أمامة عن سهل في قوله : (وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَ) الآية قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يصلي في بيوت أزواجه النوافل بالليل والنهار.