تلقون عدوّكم فليكن شعاركم حم لا ينصرون». وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله : (ذِي الطَّوْلِ) قال : ذي السعة والغنى. وأخرج الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه عن ابن عمر في قوله : (غافِرِ الذَّنْبِ) الآية قال : غافر الذنب لمن يقول لا إله إلا الله (قابِلِ التَّوْبِ) ممن يقول لا إله إلا الله (شَدِيدِ الْعِقابِ) لمن لا يقول لا إله إلا الله (ذِي الطَّوْلِ) ذي الغنى (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) كانت كفار قريش لا يوحدونه فوحد نفسه (إِلَيْهِ الْمَصِيرُ) مصير من يقول لا إله إلا الله فيدخله الجنة ، ومصير من لا يقول لا إله إلا الله فيدخله النار. وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «إن جدالا في القرآن كفر». وأخرج عبد بن حميد ، وأبو داود عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مراء في القرآن كفر».
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠) قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١) ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (١٢) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ (١٣) فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (١٤) رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (١٦) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٧) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (١٨) يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ (١٩) وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٢٠))
لما ذكر سبحانه حال أصحاب النار ، وأنها حقت عليهم كلمة العذاب ، وأنهم أصحاب النار ذكر أحوالهم بعد دخول النار فقال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ). قال الواحدي قال المفسرون : إنهم لما رأوا أعمالهم ، ونظروا في كتابهم ، وأدخلوا النار ، ومقتوا أنفسهم بسوء صنيعهم ناداهم حين عاينوا عذاب الله مناد (لَمَقْتُ اللهِ) إياكم في الدنيا إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون (أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) اليوم. قال الأخفش : هذه اللام في لمقت هي لام الابتداء أوقعت بعد ينادون ، لأن معناه يقال لهم ، والنداء قول. قال الكلبي : يقول كل إنسان لنفسه من أهل النار : مقتّك يا نفس ، فتقول الملائكة لهم وهم في النار : لمقت الله إياكم في الدنيا أشدّ من مقتكم أنفسكم اليوم. وقال الحسن : يعطون كتابهم ، فإذا نظروا إلى سيئاتهم مقتوا أنفسهم ، فينادون : لمقت الله إياكم في الدنيا (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ) أكبر من مقتكم أنفسكم إذ عاينتم النار ، والظرف في (إِذْ تُدْعَوْنَ) منصوب بمقدّر محذوف دلّ عليه المذكور ، أي : مقتكم وقت دعائكم ، وقيل : بمحذوف هو