قال : عذابا دون العذاب ، وقرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ)». وأخرج أحمد ، والترمذي وحسنه ، وابن أبي الدنيا ، والطبراني وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عن أبي الدرداء عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «من ردّ عن عرض أخيه ردّ الله عن وجهه نار جهنّم يوم القيامة ، ثم تلا (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا)». وأخرج ابن مردويه من حديث أبي هريرة مثله.
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (٥٣) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٥٤) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ (٥٥) إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٥٦) لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ (٥٨) إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (٥٩) وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (٦٠) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٦١) ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٦٢) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٦٣) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٦٤) هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٦٥))
قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى) هذا من جملة ما قصه الله سبحانه قريبا من نصره لرسله : أي : آتيناه التوراة والنبوّة ، كما في قوله سبحانه : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ) (١) قال مقاتل : الهدى من الضلالة : يعني التوراة (وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) المراد بالكتاب التوراة ، ومعنى أورثنا أن الله سبحانه لما أنزل التوراة على موسى بقيت بعده فيهم وتوارثوها خلفا عن سلف. وقيل : المراد بالكتاب سائر الكتب المنزلة على أنبياء بني إسرائيل بعد موت موسى ، وهدى وذكرى : في محل نصب على أنهما مفعول لأجله ، أي : لأجل الهدى والذكر ، أو على أنهما مصدران في موضع الحال ، أي : هاديا ومذكرا ، والمراد بأولي الألباب : أهل العقول السليمة. ثم أمر الله رسوله صلىاللهعليهوسلم بالصبر على الأذى فقال : (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) أي : اصبر على أذى المشركين كما صبر من قبلك من الرسل ؛ إن وعد الله الذي وعد به رسله حقّ لا خلف فيه ، ولا شك في وقوعه كما في قوله : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا) (٢) وقوله : (وَلَقَدْ
__________________
(١). المائدة : ٤٤.
(٢). غافر : ٥١.