صالحا وقد عبدته النصارى؟ فإن كنت صادقا فإنه كآلهتهم ، فأنزل الله (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) قلت : وما يصدّون؟ قال : يضجون (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) قال : خروج عيسى بن مريم قبل يوم القيامة». وأخرج سعيد بن منصور ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والترمذي وصححه ، وابن ماجة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما ضلّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدال ، ثم تلا هذه الآية (ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً)». وقد ورد في ذمّ الجدال بالباطل أحاديث كثيرة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس «أن المشركين أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : أرأيت ما نعبد من دون الله أين هم؟ قال : في النار ، قالوا : والشمس والقمر؟ قال : والشمس والقمر قالوا : فعيسى بن مريم قال : قال الله (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ)». وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور ، ومسدّد ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، والطبراني من طرق عنه في قوله : (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) قال : خروج عيسى قبل يوم القيامة. وأخرجه الحاكم ، وابن مردويه عنه مرفوعا. وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة نحوه. وأخرج ابن مردويه عن سعد بن معاذ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كان يوم القيامة انقطعت الأرحام ، وقلت الأنساب ، وذهبت الأخوة إلا الأخوة في الله ، وذلك قوله : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)». وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وحميد بن زنجويه في ترغيبه ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب عن عليّ بن أبي طالب في قوله : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) قال : خليلان مؤمنان ، وخليلان كافران توفي أحد المؤمنين فبشر بالجنة ، فذكر خليله وقال : اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك ، ويأمرني بالخير ، وينهاني عن الشرّ ، وينبئني أني ملاقيك ، اللهم لا تضله بعدي حتى تريه مثل ما أريتني ، وترضى عنه كما رضيت عني ، فيقال له : اذهب ؛ فلو تعلم ما له عندي لضحكت كثيرا ، ولبكيت قليلا ، ثم يموت الآخر فيجمع بين رواحهما فيقال : ليثن كل واحد منكما على صاحبه ، فيقول كل واحد منهما لصاحبه : نعم الأخ ، ونعم الصاحب ، ونعم الخليل ؛ وإذا مات أحد الكافرين بشر بالنار ، فيذكر خليله ، فيقول : اللهم إن خليلي فلانا كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك ، ويأمرني بالشرّ ، وينهاني عن الخير ، وينبئني أني غير ملاقيك ، اللهم فلا تهده بعدي حتى تريه مثل ما أريتني وتسخط عليه كما سخطت عليّ ، فيموت الآخر فيجمع بين أرواحهما فيقال : ليثن كلّ واحد منكما على صاحبه ، فيقول كلّ منهما لصاحبه : بئس الأخ وبئس الصاحب وبئس الخليل ، وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الأكواب الجرار من الفضة. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من أحد إلا وله منزل في الجنة ومنزل في النار ، فالكافر يرث المؤمن منزله من النار ، والمؤمن يرث الكافر منزله في الجنة ، وذلك قوله : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها).