ولا إذن ، وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة من الحاجة التي لا بد منها يذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ويستأذنه في اللحوق لحاجته فيأذن له ، فإذا قضى حاجته رجع ، فأنزل الله في أولئك (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ) الآية. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال : هي في الجهاد والجمعة والعيدين. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله : (عَلى أَمْرٍ جامِعٍ) قال : من طاعة الله عام. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عنه في قوله : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ) الآية قال : يعني كدعاء أحدكم إذا دعا أخاه باسمه ، ولكن وقروه وقولوا له : يا رسول الله! يا نبيّ الله!. وأخرج عبد الغني بن سعيد في تفسيره وأبو نعيم في الدلائل عنه أيضا في الآية قال : لا تصيحوا به من بعيد يا أبا القاسم ، ولكن كما قال الله في الحجرات (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) (١). وأخرج أبو داود في مراسيله عن مقاتل ، قال : كان لا يخرج أحد لرعاف أو أحداث حتى يستأذن النبي صلىاللهعليهوسلم يشير إليه بإصبعه التي تلي الإبهام ، فيأذن له النبي صلىاللهعليهوسلم يشير إليه بيده ، وكان من المنافقين من يثقل عليه الخطبة والجلوس في المسجد ، فكان إذا استأذن رجل من المسلمين قام المنافق إلى جنبه يستتر به حتى يخرج. فأنزل الله (الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً) الآية. وأخرج أبو عبيد في فضائله والطبراني ـ قال السيوطي بسند حسن ـ عن عقبة بن عامر قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقرأ هذه الآية في خاتمة سورة النور ـ وهو جاعل إصبعيه تحت عينيه ـ يقول : بكل شيء بصير.
* * *
__________________
(١). الحجرات : ٣.