قال ابن عطية : أي حسيت.
ابن عرفة : يجعله على مبادئ الرؤية.
قال الزمخشري : أبصرها إبصارا بينا لا شك فيه.
قال ابن عرفة : وقول الزمخشري أصوب لموافقته في أول الآية ؛ في قوله تعالى : (رَأى ناراً) قال : وأبصر النار في شجرة عناب ، وقيل : عوسج ، وقيل : علقم.
قال الثعالبي : وكل شجرة يخرج منها النار إلا شجر العناب.
وكذلك نقل الزمخشري ، عن ابن عباس في سورة يس ، قال : ومن أمثالهم" في كل شجر نار واستمجد المرخ والعقار" ؛ فقطع الرجل منهما غصنين ليعصر منهما الماء ليعصر المرخ ، وهو ذكر عليه العقار ، وهي أنثى فيخرج الماء.
قوله تعالى : (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ).
(أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ) [سورة النمل : ٧] فإما أن يجمع بين ذلك بأن موسى قال جميع ذلك ، ونقل إلينا بعض القصة في سورة وبعضها في سورة أخرى ، وإما أن يجاب بما انفرد به اللخمي من جواز نقل المضاف بالمعنى مع أن المازري أنكر عليه الإنكار التام.
قيل لابن عرفة : هذا الإشكال فيه ؛ لأن جبريل عليهالسلام نقله عن اللوح المحفوظ مكتوبا سورا كما هي في المصحف ، فقال : يحتمل أن يكون يلقاه من الله تعالى فيرد الإشكال فيحتاج إلى الجواب ، بما قلناه مع اثنين السؤال فيما حكاه الله تعالى عن قول موسى بألفاظ مختلفة ، في قوله تعالى : (سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ) [سورة النمل : ٧] أو أجد على النار هدى وفي [٥٣ / ٢٥٥] غيره من الآيات بخلاف ذلك ، فإما أن يكون بعضها أعم وبعضها أخص ، ويكون موسى تكلم بالأخص في كون تارة لفظة ، وإما أن يكون تكلم بأنه قال : مشتركة بين معان واستعمل فيها بناء على القول بعموم التصرف [...] بعد مدلول وعده البعض الآخر ، [...] تطلق بينهما عموم وخصوص من دون وجهه ، فلا يصح التعبير بأحدهما عن الآخر بوجه مع أن موسى صلّى الله عليه وعلى نبينا وعليهما وسلم ؛ إنما تكلم بالعبرانية ؛ لأنه عجمي ، ولا أن تكون الترجمة كلامه بما يراد به سواه.
قوله تعالى : (نُودِيَ يا مُوسى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ).