قال ابن عرفة : الذم بالأمر التصديقي والتصويري ، فالتصديقي أكد بإن لأنها تأكيد لنفس .... (١) عنه ، والتصويري أكد بأنا عبارة عن الذات ...... (٢) لأنهما كانا من جلد حمار ميت ، قيل : لأنه جعله قول الله تعالى.
ابن عطية : والعرف عند الملوك بخلع النعال ....... (٣) حمار أو بغيرها.
فقيل لابن عرفة : قد صلى النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم في نعليه هو والصحابة فلما سلم عليهما ، قال : وإنما نزعهما ، قال : إن جبريل أخبر في أن فيها أذى ، ومنع الصحابة من خلع نعالهم مع أن المصلي يناجي ربه ، فقال : قضية موسى أشد وأغرب ؛ لأنها أفعال سماع للخالق هي أشد من مسألة المثليات حيث لا يسمع كلامه أو فعله ، كان في أول الإسلام ، قلت : أمر يجاب بأن النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم أفضل من موسى عليه الصلاة والسّلام ، وقد تقرر أن من عادة الملوك أن كبراء أعدائهم وذوو المئات [.....] من رعاياهم إذا دخلوا عليهم لا يغيرون من حياتهم شيئا ، فالصالحين والفقهاء فيما يلزم من أمر موسى عليه الصلاة والسّلام بخلع نعليه أن يجعلها النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم كان .... (٤) هذا علينا في الصحابة حيث لم يفعلوا فعالهم فعل ذلك تلزمه بهم أنهم أشرف الأمم ، واقتدوا بهم فيما فعل ذلك فاختلف لهم ذلك.
قوله تعالى : (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ).
قال ابن عرفة : اخترته بعضهم أن من خير بين شيئين بعد منتقل لكن الأصل الحقيقة.
قوله تعالى : (فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى).
قال ابن عرفة : استمع إنما يتعدى بنفسه ؛ لقوله تعالى : (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) [سورة الزمر : ١٧ ـ ١٨] ولم يذكرها ابن عصفور في الأفعال التي تتعدى تارة بنفسها ، وتارة بحرف الجر ، فيحتمل أن يتعلق بما يوحى ، بقوله (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) ، قيل له : الفاء يمتنع تعلق ما بعدها بما قبلها ، ورد بقوله
__________________
(١) كلمة غير واضحة في المخطوطة.
(٢) طمس في الصفحة.
(٣) طمس في المخطوطة.
(٤) يوجد سقط بالمخطوطة.