وإما من إقامة السبب وهو الصد مقام سببه ؛ فلا تكن لينا في أمرك فيصدك عنها الكافر أو فلا تقبل صد غيرك عنها.
ابن عرفة : ويترجح الأول بأن ابن الخطيب رجح إقامة السبب ، وسبب مقام سببه على العكس ؛ لأنه من برهان اللم ، وبرهان اللم أقوى من برهان الأول.
قوله تعالى : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى).
هذا الاستفهام تعظيم وتنبيه وأخر النداء والأصل تقديمه ؛ لأنه إنما ذكرنا سببا لموسى ، والأهم من القضية تقديم السؤال كما في يده ، وقال هنا : (بِيَمِينِكَ) فعبر هنا باللفظ الأخص ، وقال تعالى في آخر الآية (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ) فنص باللفظ الأعم ، فأجيب بأنه عبر هنا بالواقع بالفعل ، والواقع : أن العصا كانت في يده اليمنى ، وهناك أمر تكليفي لحفظ عنه فيه ليحصل له الأمن بأي يد شاء من يده ، وقيل : لأن موسى دهش فلم يعلم يمينه من شماله ، أو عبر له باليمين تكرمه لها وتشريفا ، وأن المقصود إلينا من كل شيء تكرمه اليمين.
قال ابن عطية ، قال ابن الجوهري : وروي في بعض الآثار أن الله غيب على موسى في إضافته العصا على نفسه ، فقال : (أَلْقِها) لتزامنها العجب فتعلم أنه لا ملك لك عليها وانتصاف إليك.
قال ابن عرفة : كان بعضهم ينكر هذا بأن في الآية (بِيَمِينِكَ) فأضاف الله تعالى بيمينه إليه ، فلذلك تجاسر هو أن تقوية عصاي ، لأنها كانت في يمينه يعتمد عليها.
قوله تعالى : (وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي).
انظر هذه العبارة عبارة ضعيفة ، إضافة استحقاق ليتناول غنمه المملوكة له ، والغنم التي كانت في المسترعى عليها فيما مضى.
قال ابن عرفة : وكان شيخنا ابن الحباب يحكي عن بعضهم : أنه كان يقول أول [...] أحد بالكوفة قول القائل عصاي.
قوله تعالى : (فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى).
قال : فائدة جعلها الآن حية لتدرب نفسه عليها ، فلا يخاف منها بعد ذلك إذا صارت حية عند حضور السحرة بحبالهم مع فرعون عليه اللعنة.
قوله تعالى : (سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى).