لابن عرفة : خطاب المواجهة فيه خلاف ، هل يعم بقياس التمثيل ، أم لا؟ فقال : القياس في الأمور التوحيدية ودلالة التمانع لا يصح.
قوله تعالى : (وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً).
قال ابن عرفة : المناسب لدلالة التمانع وصف القدرة والإدارة ؛ فلو عقبه بالعلم ، وقال : عادتهم يجيبون : بأن الآية دلت على أن كل شيء معلوم لله تعالى ، فلو كان هناك خالق غيره لكان غير معلوم بالاختيار ، والآن الأول لا يعلم ما يفعل ؛ لأن العلم يتعلق علمه بما يفعله هو في نفسه خاصة.
قيل لابن عرفة : قد اتفقا على أن المستحيل لا يتعلق به قدرة ، وإنه معلوم ، فقولنا : كل معلوم يتعلق به القدرة لا يصح ؛ فثبت أن بعض المعلومات غير مقدور ، فقال : الأصل أن العلم إنما يقع بما يفعله الإنسان في نفسه لا يفعل غيره.
قوله تعالى : (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً).
قال ابن عرفة : كان بعضهم يقول : وكذلك الجاهل يحمل فعل عم به الجهل ، والمعرض عن الطاعة يحمل فعل الحرمان من ثوابها ، كما أن الكافر يحمل وزر الكفر.
قوله تعالى : (إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ).
طريقة (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً) قال ابن عرفة : كان ابن عبد السّلام يقول : هذان القائلان كلاهما غير صائب في مقالته ؛ لكن المقابل إن لبثتم الآن فسر العرب إلى الصواب ممن يقول : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً) ، قال : الجواب أن ذلك باعتبار قصد أيام التنعيم بالنسبة إلى أيام العذاب ، أو إشارة إلى كمال قدرة الله تعالى.
قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ).
قال [...] في شرح [...] : أين ما وقع يسألونك فجوابه بغير فاء إلا هذا ، وحكمته أن سؤالهم لم يقع وإنما هو على سبيل العرض ؛ أي أن يسألونك عنها.
وقيل : هو على تقدير شرط ، وقول المفسر : إنه وقع أنهم سألوا بعد نزول الآية لا قبلها ، قال : ويؤخذ من الآية جواز الخوض فيها ؛ لأنه ليس بأمر تكليفي ولا اعتقاد إلا أن هذا إنما لا يغني إلا أن يقال : أن هذا مما فيه اعتبار واتعاظ.