قال ابن عرفة : المستقيم هو أقرب خط بين نقطتين ، وهداية المؤمنين ظاهره ، إن قلنا : إن الإيمان يزيد وينقص ، وإلا فيكون مجازا بمعنى تثبتهم على الإيمان ودوامهم عليه.
قوله تعالى : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ).
قال ابن عرفة : المراد هنا بالمرية : الوهم الذي هو أعم من الشك ، لقوله تعالى : (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) [سورة النجم : ٢٨] ، فإن هناك سياق الوهم.
قوله تعالى : (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ).
ابن عرفة : إن قلت : قال في الأولى (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) ، وقال في الثانية (وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) [سورة العنكبوت : ٢٣] ، فأجاب : بوجوه :
الأول : أنه قصد المبالغة في جهة الكفار ، فلذلك مد جزاؤهم باسم الإشارة مع الفاء واللام في لهم ، إما بمعنى على أو ذلك تهكم بهم
الجواب [٥٦ / ٢٦٩] الثاني أن في الآيات حذف التقابل ، فذكر في الأول الظرف الذي هو محل للجزاء دون ما يقع فيه الجزاء ، وذكر في الثاني الجزاء دون محله والتقدير فالذين آمنوا وعملوا الصالحات فأولئك لهم نعيم كريم في جنات النعيم ، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) في جهنم.
وقوله تعالى : (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) ، أما مساو للكفر أو يعادله ، فالمراد بالأول كفرهم بالله تعالى وبالتكذيب كفرهم بالرسالة.
قوله تعالى : (رِزْقاً حَسَناً).
احتج بها الفخر للمعتزلة : على أن الرزق إنما يطلق على ... (١) ورده ابن عرفة بقوله : (حَسَناً) فدل على أن هناك رزقا غير حسن ، قال الفخر ، قوله تعالى : (خَيْرُ الرَّازِقِينَ) ، دل على غير الله يرزق ويملك ، ولو لا كونه قادرا فاعلا لما صح ذلك ، وأجاب : بأنه لا نزاع في كون الغير قادرا ، فإن القدرة مع الداعي فريدة في الفعل بمعنى الاستلزام.
قوله تعالى : (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ).
__________________
(١) كلمة غير واضحة بالمخطوطة.