والشمال والجهة التي قال مثله إليها لم تكن له قبل ذلك وكلما زاد بعد أي جهة يسار الناظر فكانت تلك الزيادة تكثرها واختلافها تمايل بل خلاف أول النهار وأنه لم يرد بل خص عن حده الذي كان فصار كأنه بعض اليمين فضلا عن أن يكون لبيان الوجه الثاني : أن اليمين مأخوذ من اليمن وذلك راجع إلى طريق الحق والشمال راجع إلى طريق الباطل طريق قوله تعالى : (أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) [سورة الواقعة : ٢٧] (وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ) [سورة الواقعة : ٤١] وطريق الحق واحد وطريق الباطل متعددة والآية دالة على كمال التوحيد بالله عزوجل لأن مذهبنا أن الأعراض لا ينفي زمنين فما من جوهر إلا وهو مصغر في كل زمن في أعراض يستمد بها ولا بد لذلك من فاعل ولا يصح تعدد ذلك الفاعل لما تقرر في دلالة التمانع ...
قيل لابن عرفة : فهلا قيل ولم يروا إليها خلق الله من شيء بعده يخفي هذا في الاعتبار فإن العبرة فيها والمعنى بالنظر إلى اللقاح فشجرة التي هي رؤية البعض ثمود يابس ورود التمر منها والورق أقوى بالعبرة وبالنظر إلى ظلالها ، فقال وذلك أن الظلال إنما ينشأ من ملاقات يوم جرم الشمس جرم الشجرة الكثيفة المظلم ، ومذهبنا أن الأجسام متساوية في الحد والحقيقة فلا فرق بين الشمس والشجرة فجاءت الشجرة سكنا فيها أو طليتها نور الشمس ، وما زال لا تخصيص أوجه ولا بد له من مختص ويستحيل بعدده فدل بذلك على أنه واحد.
قوله تعالى : سجدوا.
أي أولا صاغرين فرد آخرين أي صاغرون.
قال الزمخشري : والسجود هنا الاعتياد.
ابن عرفة : وحطة متناولا للعاقل وغيره لأنه قال أي ويرجع الظلال من جانب إلى جانب منقادة لله تعالى غير ممتنعة عليه فيما سخرها له من المعبود الإحرام في نفسها صاغرة منقادة لله تعالى فيها.
ابن عرفة : وهذا مما يرويه علي ، فإن من شيوخنا ينكر على الفخر في قوله في صيغة أفعل أنها للقدر المشترك بين الوجوب والندب ويقول إن القدر المشترك لا وجود له في كلام العرب من أن الزمخشري أنعته هنا قوله سبحانه وتعالى : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ) قال ابن عرفة : هذا يرد على القائلين بإثبات موجود لا متحيز ولا قائم بالمتحيز لأن الدابة من صفتها الحركة والسجود إنما