قال الزمخشري : الهاء في إنه يجوز أن يكون ضمير الأمر ، والثاني ، وأن يعود على ما دل عليه ما قبله ، قال : يعني أن مكملا ..... (١) والله بيان لأنا ، ورده أبو حيان : بأن الفعل إذا حذف لا يصح عود الضمير عليه بوجه ، ونودي لما بني للمفعول حذف فاعله ، وأجاب بعض الطلبة : بقوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ) [سورة البروج : ٤ ـ ٦] ، وقوله تعالى : (وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ) [سورة البروج : ٧] عائد على القائلين ، وحذف الفاعل ، في قوله تعالى : (قُتِلَ) ، فقال ابن عرفة : هذا في جملة أخرى ، فظاهر كلام أبي حيان جوازه ، وقول الزمخشري : يعني أي يكلمك ، أي المناسب لمذهبه ، أن يقول : أنا مناديك أنا ؛ لأنه ينفي الكلام القديم.
قوله تعالى : (فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ).
الاهتزاز أوائل الحركة.
قوله تعالى : (كَأَنَّها جَانٌ).
قال ابن عرفة : بهذه الآية يقع الجمع بين قوله تعالى : (فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) [سورة طه : ٢٠] ، وبين قوله تعالى : (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) [سورة الشعراء : ٣٢] ، فشبهها بالثعبان في عظم جرمها ، وبالحية ، وإن كانت صغيرة الجرم في سرعة حركتها ، فهو استعارة ، أو يقال : إنها في أول حالها حية ، ثم عظمت وصارت ثعبانا.
قوله تعالى : (إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ).
قال ابن عرفة : كان ابن عبد السّلام يردد في هذا أن هذه قضية كلية ، أي كل مرسل لا يخاف ، والقضية الأولى مرجئة جزئية ، وهو قوله تعالى : (وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ) ، فدل على أنه خاف ، قال : وتقدم الجواب بوجهين :
إما أنه لم يكن حينئذ رسولا ، وإنما أرسل بعد ذلك.
وإما أنه ليس المراد نفي الخوف ؛ لأنه أمر جلي لا يقدر الإنسان على دفعه ، وإنما المراد لازمه ، أي كن آمنا مطمئنا ، فإن رسلي يؤمنون من كل ما يخافون.
قوله تعالى : (إِلَّا مَنْ ظَلَمَ).
__________________
(١) طمس في المخطوطة.