قيل : إن (إِلَّا) بمعنى الواو ، وكما قالوا في قوله تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) [سورة البقرة : ١٥٠].
قوله تعالى : (ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ).
ثم بدل لظلمه حسنا ، ويؤخذ من الآية ، أن قاتل النفس في المشيئة ، ورده ابن عرفة بأن هذه عامة ، وآية القتل خاصة ، والخاص يقضي على العام.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا).
فإن القاضي ابن عبد الرفيع : قال الفقيه أبو عبد الله محمد أنه لو كان مقصور القرى بالتنوين في الأصل.
قوله تعالى : (حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ).
ابن عرفة : قالوا : إذا قلت : مشيت حتى إذا لقيت زيدا يقتضي أول الملاقاة ، بخلاف قولك : مشيت حتى لقيت زيدا ، قيل له : فسره ابن عطية بوجهين :
أحدهما أنهم أتوا على جميع الوادي ، وقطعوا مسافاته ، فقال : هذا لا يحمل على ظاهره ولا بد من تأويله ؛ لأن النملة حذرت صواحباتها منه ، فدل على أنهم حينئذ لم يكونوا قط مواشيا من الوادي ، ولو أتوا عليه لما بقى للتحذير منهم فائدة.
قوله تعالى : (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ).
هذا إما من الفقاد كما يتفقد السلطان حالة رعيته ، وإما من الفقدان وهو عدم الوجدان ، ونقل ابن عطية أن نافع بن الأزرق قد سمع ابن عباس يقول : إن الهدهد نظر إلى باطن الأرض ورأى الماء من كذا كذا إقامة ، فقال له : كيف يشاهد باطن الأرض ولا يرى الفخ ، فقال : إذا ترك القدر عمي البصر.
قال ابن عرفة : إنما جوابه يرى الفخ والحب الذي فيه ، وجهل ما فيه من الجبلة ولا يرى ما عاقبة أمره.
قال ابن عرفة : والظاهر أن المراد جميع جنس الهدهد ؛ لأنه هدهد واحد بدليل ما حكوا أن أحد الهداهد كلم حبر بلقيس ، وأعلم به نزل إليه رجس الهداهد وسلطانها ، فأخبره بذلك أيضا لتحقق الخبر ، فالظاهر أن جميع الهداهد مضت معه ، فلذلك جلا موضعها ، ودخلت منه الشمس انفرد يقول ، وقالا : مصدر معطوف على علما ، أي آتينا داود وسليمان علما ، وقالا : الحمد له ، قال : فقلت وقوله تعالى : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً) ، أتى بالموجب ثم بالمانع.