كيف أكد القتل بأن الله أعلم بخفيات الأمور؟ فأجاب ابن عرفة : بأن التوكيد اعتبار المعطوف ، وهو خوف القتل.
قوله تعالى : (ما هذا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً).
قال الزمخشري : سحر تعلمه أنت ثم تفتريه على الله ، أو سحر ظاهر افتراه ، أو سحر سرف؟ فالافتراء كسائر أنواع السحر ، وليس بمعجزة من عند الله ، زاد ابن عرفة : أو سحر اخترعته ، وحيث فيه جديد مبتدأ غير معهود في السحر بوجه لم يعلم له نظير في السحر.
قوله تعالى : (وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ).
قرأ ابن كثير بحذف الواو ، والباقون بإثباتها.
ابن عرفة : وجهه أن من راعى كيفية اللفظ [٥٩ / ٢٨٧] ومعناه فأثبتها.
قوله تعالى : (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ).
الآية الاستكبار على شخص مع استحقار المستعلي عن تحته ، وفي الأرض تنبيه على أن من هو في الأرض المحقرة الموطأة بالإقدام لا ينبغي أن يستعلي.
قوله تعالى : (بِغَيْرِ الْحَقِ).
إما سبب ، والمعنى واستكبر هو وجنوده بسبب هو غير حق ، فيرجع إلى متعلق الاستكبار ، وهذا صواب لأنهم إذا ذموا على الاستكبار بسبب أحرى أن يذموا على الاستكبار بغير موجب بوجه.
قوله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ).
قال ابن عرفة : من شرط الواقع بعد لو لا أن يكون موجود ، كقولك : لو لا زيد لهلكنا ، وهو هنا مقرر الوجود .... (١).
__________________
(١) بياض وهو خرم في المخطوطة من الآية ٤٧ في سورة القصص إلى الآية ١٦ من سورة لقمان ، ولعله سقط من الناسخ وذلك لأن صفحات المخطوط متتالية في الترقيم والبياض المشار إليه بمقدار مصف صفحة ، وهو أقل من السقط بكثير ، والله أعلم.