بعض الطلبة : قوله تعالى : (لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) خاص بالكفار وقوله تعالى : (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ) [سورة النحل : ١١١] عام فيكون مخصوصا بهذه الآية وباق على عمومه في المؤمنين والمؤمنات ، قيل : منهم المجادلة عن أنفسهم لإيمانهم.
قوله تعالى : (وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ).
قال ابن عرفة : انظر هل هذا من عطف الخاص على العام أو من عطف الشيء على ما يغايره أو يخالفه ، وهو الظاهر وعلى هذا يكون المراد بقوله : (فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) الشهادة في الدار الآخرة ، ويقوله على هؤلاء شهيدا ، الشهادة [٤٨ / ٢٣١] في دار الدنيا لأن الشهادة مطلقة ويراد بها أحد معنيين إما النحل وإما أداؤها فدخل في عموم قوله تعالى : (فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) أو المراد وجئنا بك رسولا لأن الشهادة في دار الدنيا من لوازم الرسالة.
قال ابن عرفة : ويكون هذا الشكل الأول مشتملا على كبرى وصغرى والصغرى فيه مؤخرة فكأنه يقول أنت رسول وكل رسول شهيد على أمته يوم القيامة فيصح أنه هو شهيد على أمته يوم القيامة.
قوله تعالى : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ).
وإنما قال نزل ولم يقل أنزل لأجل أن البيان به إنما وقع شيئا بعد شيء وقد تقدم أن نزل يقتضي التفريق.
قوله تعالى : (وَهُدىً وَرَحْمَةً).
ابن عرفة : الهدى والرحمة راجعان إلى الأمور الاعتقادية والسياق فإن أظهر في الأمور التكليفية والشرائع فهلا أخر في الذكر ، وأجيب : بأن هذا من عطف خاص على العام أو لأن المخاطب النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ، وليس هو محتاج إلا نشر التكاليف والشرائع فقدم الأهم عليه.
قوله تعالى : (لِلْمُسْلِمِينَ).
متعلق (بُشْرى) فقط لأن الكتاب هدى ورحمة للجميع وبشارة خاصة بالمسلمين وهو للكافرين نذير ، وفي الآية أدلة منها أنها تدل على أن السعة ليست مبينة للقرآن لأنها داخلة في عموم شيء فهو مبين بها ولغيرها فلو كانت هي مبينة له يلزم الدور ، وأجيب : بأن القرآن على الجملة مبين لجملة السنة وبعض السنة مبين لبعض القرآن ومنها أن فيها دليلا على بطلان العمل بالقياس لأنه ما من صورة مثبتة بالقياس ألا أن القرآن مبين بها لقوله تعالى : (تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) فلا يصح إثبات الحكم فيها