ابن عرفة : فيكون من باب ذكر المسبب عقيب سببه كقولك : أحسن فأكرمنك.
ابن عرفة : وقيل أي من بعد المعصية فيكون من باب ذكر الشيء عقيب توصيفه كقولك : أسأت إلي فأحسنت إليك.
قوله تعالى : (وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شاكِراً لِأَنْعُمِهِ).
قلت له : الأصل أن يؤتي النعوت المفردة متوالية فلم فصل بينهما عندنا فقال : لأن كونه قانتا وحنيفا وشاكرا لأنعمه متفق عليه وكونه ليس مشركا يخالف فيه الكفار فوسطه بينهما على عصمه فيكون من عطف التسوية مالا وأيضا ..... (١) أمر اعتقادي ........ (٢)
قوله تعالى : (وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
استفاد منه دليل على قربة لأن الجزء المعوج عند المهندسين إما بسط وقوم يصير أطول من المستقيم ، وإذا كان أطول فطريقه أبعد.
قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ).
نقل لابن عرفة : أن هذه جرت في مجلس الأستاذ أبي سعيد بن لب بالأندلس فقال : هذه الآية خرجت مخرج الثناء على إبراهيم فلم أدخل فيها النبي ـ صلّى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ثم أجاب بأن في ذكره وأمره باتباع إبراهيم زيادة تشريف بملة إبراهيم صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وأنشد قول ابن الرومي :
قالوا أبو الصخر من شيبان قلت لهم |
|
كلّا لعمري ولكن منه شيبان |
وكم أب قد علا بابن ذرى شرف |
|
كما علت برسول الله عدنان |
ثم قال : ومن كلام العرب العصا من العصية فقال له بعض الطلبة : إنما نظيرها قول العامة مزبلة الحمام أكبر من الذي عملها فأنكر عليه وعمل عقد وألزم الكفر وقتل وكتب ابن جزي الأندلسي في المسألة : فما ألزمه فيها الكفر وتحامل على أبي سعيد في قوله العصا من العصية وجعله القسم الثاني في السقاء المختلفة فيه ولكن ترك أمره لشهرة أبي سعيد وتقدمته في العلم ومكانته من السلطنة.
قوله تعالى : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ).
__________________
(١) بياض في المخطوطة.
(٢) بياض في المخطوطة.