المطعم والمشرب والمنكح ، وتعلقوا بالكهوف والصوامع ، لأن ملوكهم غيروا وبدلوا وبقي منهم نفر قليل فترهبوا وتبتلوا. ذكر معناه قتادة والضحاك وغيرهما.
(ما كَتَبْناها) : أي ما فرضناها.
(عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ) : استثناء منقطع ، أي ما كتبناها عليهم رأسا ولكن ابتدعوها ابتغاء.
(رِضْوانِ اللهِ فَما رَعَوْها) أي هذه الرهبانية التي ابتدعوها من جهة أنفسهم.
(حَقَّ رِعايَتِها) ، بل ضيعوها وكفروا بدين عيسى ودخلوا في دين الملوك الذين غيروا وبدلوا وتركوا الترهب ولم يبق على دين عيسى إلا قليل منهم وهم المرادون بقوله :
(فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ) الذي يستحقونه بالإيمان ، وذلك لأنهم آمنوا بعيسى وثبتوا على دينه حتى آمنوا بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لما بعثه الله.
(وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٢٧)) : خارجون عن الإيمان بما أمروا أن يؤمنوا به (١).
__________________
(١) انظر : الطبري (٢٧ / ١٣٨) ، زاد المسير (٨ / ١٧٦) ، القرطبي (٧ / ٢٦٣) ، والبحر المحيط (٨ / ٢٢٨).